محمد الشمسي
عرت كأس العالم في قطر سوءات الإنسان الأوربي الأبيض، وكشفت عن أنيابه المجوفة المليئة بكل أنواع السموم والأحقاد، فحتى حين زاحم المنتخب المغربي “منتخباتهم المقدسة” في مجرد لعبة، كفر البيض بالروح الرياضية، وراحوا يصبغون النجاح المغربي الفريد بألوان غير رياضية، وعثرنا في تراثهم على ركام هائل من القيء والقيح يسيل من أفواههم وهم ينبشون في أمكنة ولادة بعض اللاعبين، فعيروا المغرب برجوع حفدته إلى حضنه، متناسين أن منتخباتهم مجهزة بغير أبنائهم من أصلابهم، وأنهم يسرقون المواهب مثلما سرقوا خيرات وثروات أوطان وشعوب…
كم أنتم عنصريون متغطرسون أيها البيض، حساد حاسدون وناقمون كارهون، استخسرتم في أبنائنا طريقة احتفالهم، وهم يقصدون المنصات والمدرجات ليقبلوا جباه ورؤوس وخدود أمهاتهم ويتزودون منهن بالدعاء والرضا والقبول، وألهاكم حسدكم حتى شبهتم لحمة العائلة بلم شمل القردة، ويا لحقارتكم ومرض قلوبكم وعقولكم، وأنتم تتوهمون أنكم خلقتكم لتكونوا أسياد الجد والهزل، فأغاظكم سجود اللاعبين على المربع الأخضر فرحين مهللين، ووددتم لو تسلبوا منهم فرحتهم، هجتم أنى يسجد هؤلاء، وامتعضتم حين حمل أولادنا علم فلسطين، فلسطين التي هي في قلب الأحرار ليس لأنها عربية أو إسلامية لكن لأنها قضية عادلة وإنسانية ولا يختلف على عدالتها من يملك ذرة عقل داخل كرة رأسه، فلم يطق إعلامكم مع أسود الأطلس صبرا حتى وصف حقهم في التعبير عن بهجتهم بسلوك داعش، ومعاداة السامية، وأنتم بذلك تعادون التاريخ والحرية والفرحة وكل شيء جميل…
ماذا لو فتح اللاعبون قنينات الشمبانيا وحركوها ليتطاير رذاذها فوق رؤوس بلا عقول؟ ماذا لو اسطحبوا خليلاتهم عرايا يراقصوهن ؟ ماذا لو التحفوا بخرقة الشواذ جنسيا الذين خالفوا الطبيعة ونشروا الرذيلة فوالاهم البيض وجعلوا من فجورهم قضية وكأن العالم خلا من القضايا الإنسانية والعادلة والحضارية؟
انتهى كأس العالم ولم تفز أوروبا العنصرية، وحين لا تفوز أوروبا العنصرية فإنها تصاب بالسعار، فإما أن تكون الكأس في حوزة الرجل الأبيض أو أن موازين العالم اختلت وحان وقت ضبطها.
أيها البيض، يخبركم التاريخ أنكم أكثر الأقوام عداوة وعداء للإنسان وجميع حقوقه، تاريخكم الاستعماري والحربي والدموي شاهد على جرائم إبادتكم وقتلكم ونهبكم ، فامسكوا ألسنتكم عن الثرثرة، فقد صرتم عالة وعارا على هذه الإنسانية بأرضها وبحرها وسمائها..
انتهى العرس الرياضي، وتسلم ميسي ذلك المجسم الأصفر الذي يخفي داخله كل أصناف الميز والعنصرية والكراهية واللاتسامح، ومعها الدسائس والمؤامرات والتواطؤات المنافية لقيم الرياضة، لكننا سنعود ذات كأس عالم لنلزمكم باحترام قانون اللعبة التي لا تؤمن إلا بالأكثر كفاءة ومهارة وشغفا، سنعود لنشق رأس تلك الكأس الذهبية ونفرغها من ضغينتكم ونطهرها من رجسكم ومكركم ومخاتلتكم ونمسحها من غيضكم وغشكم.