24 ساعة-متابعة
توجه مجموعة من اليهود الأمريكيين من أصل سوري إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع، مطالبين إدارة ترامب برفع العقوبات المفروضة على سوريا، ويروجون لرفع هذه العقوبات بحجة أنها تعيق ترميم بعض أقدم المعابد اليهودية في العالم وإعادة بناء المجتمع اليهودي المدمر في البلاد.
ومن بين هؤلاء اليهود، هنري حمرا، الذي فر من دمشق مع عائلته في التسعينيات هربا من حكم حافظ الأسد القمعي. بعد ثلاثين عامًا من الغياب، عاد حمرا ووالده الحاخام يوسف حمرا (77 عامًا) إلى سوريا الشهر الماضي، برفقة مجموعة صغيرة من اليهود وغير اليهود، لتفقد الأوضاع هناك.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فقد قدموا تقريرا إلى مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض عن آخر التطورات في سوريا، بما في ذلك حالة المعابد اليهودية والمقابر القديمة. ولم يصدر البيت الأبيض أي تعليق فوري على طلبهم.
وبرفقة المجموعة، كان معاذ مصطفى، المدير التنفيذي لمجموعة “قوة المهام الطارئة السورية”، الذي كان له دور سابق في الضغط على الولايات المتحدة لمعاقبة نظام الأسد بسبب انتهاكات حقوق الإنسان. وحث مصطفى صناع السياسات الأمريكية على رفع العقوبات الشاملة التي تعيق الاستثمارات والمعاملات التجارية في سوريا، خاصة بعد الإطاحة ببشار الأسد.
وقال مصطفى: “إذا كنت تريد سوريا مستقرة وآمنة، فإن الشخص الوحيد القادر على تحقيق ذلك اليوم هو دونالد ترامب”.
يعود تاريخ المجتمع اليهودي في سوريا إلى ما يقرب من 3000 عام، وكان يضم في بداية القرن العشرين حوالي 100 ألف يهودي. لكن القيود المتزايدة والتوترات بعد إنشاء إسرائيل، بالإضافة إلى الحكم الاستبدادي لعائلة الأسد، أدت إلى هروب عشرات الآلاف من اليهود في التسعينيات. واليوم، لم يتبق سوى سبعة يهود في دمشق، معظمهم من كبار السن.
وبدأت الثورة السورية ضد نظام الأسد في عام 2011، وتحولت لاحقًا إلى حرب أهلية شرسة، أسفرت عن مقتل نصف مليون شخص. وعلى الرغم من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة الولايات المتحدة بحلول عام 2019، لا تزال العقوبات الأمريكية مفروضة على سوريا بسبب انتهاكات النظام.
وبحسب المصدر ذاته، يطالب المعارضون برفع العقوبات، مدعين أن الحكومة الانتقالية الحالية بقيادة أحمد الشرع تعهدت بحماية الأقليات الدينية وتعزيز التعايش السلمي. ومع ذلك، لا تزال العديد من الأقليات، بما في ذلك الأكراد والمسيحيون والدروز، تشكك في هذه الوعود.
وخلال زيارته الأخيرة لسوريا، تفقد حمرا كنيس “الفرنج” في دمشق، الذي كان يخدم فيه والده كحاخام، ووجد أن المبنى مهمل ومليء بالأنقاض. كما زار أقدم كنيس يهودي في منطقة جوبر، الذي دمرته الحرب بشكل كبير.
وقال حمرا إن اليهود في الخارج يرغبون في المساعدة في ترميم معابدهم ومنازل عائلاتهم ومدارسهم في دمشق، معربًا عن أمله في أن تصبح الجالية اليهودية في سوريا يومًا ما مثل الجالية اليهودية في المغرب.
وتأتي هذه الجهود في وقت تشهد فيه سوريا صراعات مستمرة، بما في ذلك الاشتباكات الأخيرة في محافظة اللاذقية التي أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص، معظمهم من المدنيين.