مدة التضامن والبكاء في وطننا قصيرة جدا، تتراوح كأقصى تقدير، بين أربعة و سبعة أيام ” المشمش” وننسى في انتظار فاجعة أخرى أشد ألما و حرقة من سابقتها..
لماذا ننسى إذن ؟؟
ننسى كل تلك الحوادث لأنها لم تأخذ عزيزا من بيننا ولم نتذوق مرارة فقدانه بالحجم نفسه..
نعرف جميعا أن كتابة “ستاتو” تضامن على الفايسبوك أهون بكثير من كتابة اسم قريب على شاهد قبره الصغير !
ننسى لأننا لا نحسم فالكثير من الوقائع عند حدوثها كل مرة و لا نؤثر في الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى بروز كل تلك الظواهر بالجملة..
نراكم الفواجع و الآلام لأننا لا نصارح أنفسنا أن هنالك خلل و أعطاب نفسية اجتماعية نعيد صناعتها في الكثير من سلوكياتنا اليومية..
لأننا نُحمل المسؤولية للجميع بمعنى أن لا أحد منا يتحملها..
لأننا نخاف من قول الحقيقة كما هي..
نخاف أن نُغيّر من تلك الظوابط الاجتماعية البالية التي لا نجرؤ على زعزعتها..
لأننا نمارس سياسة الترميق “البريكولاج” المؤقت ..
لأننا لا نود مشاهدة وجوهنا في المرآة كي لا نتمعن في تلك التفاصيل الصادمة !!!