24 ساعة-متابعة
يشهد المغرب خلال الأيام الحالية موجة حر شديدة، ليتساءل المغاربة عن أسباب هذا الارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة؟.
في هذا السياق، أوضح الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، ضمن حديثه لجريدة “24 ساعة”، أن هذا الارتفاع ناتج عن امتداد المنخفض الحراري الصحراوي نحو المناطق الجنوبية والوسطى وحتى الشمالية للبلاد.
هذا الامتداد، المعروف محليًا باسم “الشركي”، أدى إلى صعود كتل هوائية حارة وجافة من الصحراء الكبرى، ما تسبب في ارتفاع ملموس في درجات الحرارة، التي تجاوزت المعدلات الفصلية المعتادة بما يتراوح بين 5 و12 درجة مئوية، خصوصًا في المناطق الداخلية البعيدة عن تأثيرات المحيط الأطلسي
وأشار يوعابد إلى أن موجات الحر تُعد من الظواهر العادية خلال هذه الفترة التي تُمثل بداية فصل الصيف، إلا أن حدتها وتوقيتها يعكسان مؤشرات واضحة على تأثير التغير المناخي، الذي يُسهم في تزايد وتيرة وشدة الظواهر القصوى، وعلى رأسها موجات الحر المبكرة.
ولفت إلى أنه في بعض المناطق حيث تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية في مدن مثل السمارة، سيدي سليمان، تيط مليل، بنجرير، بني ملال، ومراكش، وهي مستويات تفوق بكثير المعدلات المناخية المعتادة خلال شهر يونيو.
إلى جانب هذه الأجواء الحارة، يضيف الحسين يوعابد شهدت مرتفعات الأطلس الكبير والمتوسط، منحدراتهما الشرقية والمنطقة الشرقية، تشكل سحب غير مستقرة أعطت زخات رعدية قوية وهبّات رياح وتساقطات بردية محلية.
ويُعزى ذلك، بحسب رئيس مصلحة التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، إلى التباين الحراري بين طبقات الجو العليا الباردة والرطبة، والسفلى الحارة والجافة المتأثرة بموجة الحر، مما يؤدي إلى تيارات صاعدة قوية وتشكل سحب رعدية نشطة.
أما فيما يخص التوقعات، فمن المنتظر أن تستمر الأجواء الحارة اليوم وغدًا، خاصة في المناطق الداخلية الوسطى والجنوبية، مع تراجع طفيف في درجات الحرارة ابتداء من يوم الأحد بشمال ووسط البلاد، قبل أن تعاود الارتفاع خلال منتصف الأسبوع المقبل.
وأوصت المديرية العامة للأرصاد الجوية بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، والإكثار من شرب المياه، وتفادي المجهود البدني الكبير، مع اتخاذ الحيطة لدى الأطفال والمسنين ومرضى الأمراض المزمنة، واتباع التعليمات الصادرة عن السلطات المختصة ووسائل الإعلام الرسمية.