عبد الرحيم زياد ـ الكركرات
بشكل احترافي وتحت إشادة دولية كبيرة، نفذ المغرب عملية “الكركرات” لتحرير المعبر من قبضة قطاع طرق جبهة “البوليساريو”. تدخل “شُرطي” لقواتنا المسلحة الملكية نال تصفيق عدد كبير من الدول، بما في ذلك كبار أعضاء مجلس الأمن الدولي، بالنظر إلى سلمية العملية ونجاحها في فتح المعبر بدقة عالية. في هذا الربوتاج، ترصد جريدة “24 ساعة” الإلكترونية وضعية هذا المعبر المهم في التجارة الدولية، بعدما تمكنت القوات المسلحة الملكية من توفير الأمن والطمأنينة لمستعمليه.
جو حار و رياح الشرقي تهب على منطقة الكركات. لفحات الشمس كانت تبسط سيطرتها على طقس المنطقة، فيما آليات “الطرابوبليك” تباشر رفع خردة السيارات وتنظف المنطقة الفاصلة بين المعبرين المغربي والموريتاني في المنطقة التي تسمى محليا “قندهار”. إنها المنطقة العازلة، التي قامت عناصر ميليشيات البوليساريو بالسطو عليها وتهديد مستعمليه لأكثر من ثلاثة أسابيع، قبل أن تقوم القوات المسلحة الملكية بملحمة تحريرها وتطهيرها فجر يوم 13 نونبر في اقل من 60 دقيقة.
في المكان أفراد من قوات المينورسو يقومون بمراقبة الوضع ميدانيا بسيارتهم وعلى اقدامهم. هكذا عاينتهم جريدة “24 ساعة” وهم يتجولون في هذه المنطقة. عناصر من جنسيات مختلفة، في زي عسكري خاص، يتخلله لون زرقة السماء الذي يشيره إلى “القبعات الزرق” التابعة للأمم المتحدة.
بخطى متثاقلة اقتربت عناصر “المينورسو” من كومة متلاشيات ومخلفات تركها عناصر ميليشيات البوليساريو وراءهم في المكان، خاصة بعدما قامت بإحراق المخيمات لإخفاء ما كان يجري هناك. في المتلاشيات أحذية بالية ونعال و”صنادل” بلاستيكية، وبعض من أواني مطبخ لم تعد تصلح لشيء.
حاولت جريدة “24 ساعة” الاقتراب من أفراد المينورسو والتواصل معهم، واعتذر واحد منهم بلهجة مصرية بأدب جم. مسألة تواصل عناصر “المينورسو” سبق أن طرحت رسميا على الناطق باسم الأمين العام للأممي. فحالة التكتم التي تضربها هذه البعثة على عملها، وفي تواصلها مع وسائل الإعلام، أثارت تساؤلات الصحافيين في سياق أزمة الكركرات.
هنا بدت الأجواء آمنة جدا ومطمئنة، خلاف لوهم “الأقصاف” التي كانت تروج لها الجبهة عبر وسائلها الإعلامية المختصة في البروباغاندا. الشاحنات تسير في كلا الاتجاهين، صوب موريتانيا والمغرب، بينما تعكف أطقم مدنية في إزالة السواتر الترابية والمعوقات الأخرى من طريق العابرين. “المغرب أزال الأذى”، هكذا علق أحد مستعملي هذا المعبر الحيوي، بنبرة تعكس حالة من الطمأنينة بعد أسابيع من حالة الهلع.
مر أسبوعان على التدخل الملحمي للجيش المغربي، حيث تم تطهير المنطقة وطرد عناصر من البوليساريو التي قامت بعرقلة وتوقيف حركة تنقل البضائع والشاحنات والأشخاص بين المعبرين، ولم يتبق منهم غير آثار مخيمهم. هناك تركوا نعالهم وأدوات طبخهم، وعلب الشاي، وأغطية وحتى مهيجات جنسية كما أكد لنا مصدر مطلع، ناهيك عن سكاكين وأسلحة بيضاء وغيرها من الأدوات.
في المنطقة عاينت جريدة “24 ساعة” تواجد أفراد القوات المسلحة الملكية وراء الجدار الأمني في شكله السابق، والذي تم التقدم به جنوبا وبات يحاذي المعبر الموريتاني، وبالتالي صارت المنطقة تحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة الملكية..إنها حالة الطمأنينة والأمن والتي صارت مضمونة في هذه المنطقة التي لم تسمى قندهار اعتباطا، بل لخطورة الفوضى التي كانت تعمها.
الحسين سائق شاحنة، أكد لجريدة “24 ساعة” أنه يعيش حالة اطمئنان كبير بعدما كان يعاني أشد المعاناة سابقا، حيث يتم سلب سائقين أشياءهم الثمينة، ويتم فرض إتاوات عليهم من قبل البلطجية. ويضيف مبتسما: “الأمور أصبحت آمنة، بعد تدخل القوات المسلحة الملكية”. وبدورها يؤكد السالك، وهو سائق مركبة موريتاني، أن “الأمور باتت حسنة جدا، وأن الأمن بات يسود المنطقة، مقدما شكره للملك محمد السادس نصره الله، على مبادرته بإعادة الأمور الى نصابها بمنطقة الكركرات”.
هي إذن ملحمة قواتنا المسلحة الملكية، تحت قيادة قائدها الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الملك محمد السادس. قوات أثبتت على مر الزمن على دورها الاستراتيجي في تحقيق السلم..فلطالما شاركت قواتنا الباسلة، بشكل مكثفة وفعال، في بعثات حفظ السلم، وقدمت تضحيات من رجالها من أجل طمأنينة الشعوب التي تعاني ويلات العنف…وهاهي اليوم تتدخل لتفرض الأمن وتنشر الطمأنينة بين مستعملي معبر “الكركرات”.