حاوره: محمد أسوار- تحرير أمينة أسلم
لم يكد العالم يتخلص من هلع فيروس ”كورونا”، حتى ظهر فجأة فيروس جديد، أطلق عليه ”جدري القردة”، بات، وفق منظمة الصحة العالمية يزحف رويدا رويدا، وأعلنت دول عالمية تسجيل أولى الإصابة بالعدوى الجديدة، فيما أعلن المغرب، أمس الاثنين 23 ماي الجاري، رصد ثلاث حالات يٌشتبه في إصابتها بجدري القردة.
للوقوف على درجة خطورة ”جدري القردة”، وعلاقته بباقي الفيروسات الأخرى مثل ”كورونا”، وهل يحتاج الأمر إلى تلقيح؛ أجرت جريدة ”24 ساعة” حوارا مع الدكتور مصطفى الناجي، الخبير في علم الفيروسات بكلية الطب بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، هذا نصه:
- ما الفرق بين جدري القرود وفيروس كورونا ؟
– يوجد فرق شاسع بين ”جدري القردي” (Variole du singe) وفيروس ”كورونا”؛ فالأول ينتمي إلى فيروسات من فصيلة حمض نووي ريبي منزوع الأوكسيجين (ADN)، بينما فيروس كورونا ينتمي إلى فيروسات “آر إن إيه” (ARN) ولديه طفرات. والفيروسين لهما أعراض مختلفة؛ فجدري القرود، تكون لديه قوقعات جدرية تترك أثرها وتشوهات لدى الأشخاص مدى الحياة، عكس فيروس ”كورونا”.
- دكتور ما مدى درجة خطورته مقارنة مع باقي الفيروسات؟
– عندما نتحدث عن درجة الخطورة، فإن ”جدري القردة”، فيروس خطير جدا، يُسبب في البداية كأعراض ألم في الرأس والتهاب المفاصل، وقد يكون فيروس جدري مائي، يخلق ضيقا في التنفس، وقد يؤثر على العينين، وقد ينتج عنه تشوهات دائمة.
- هل يمكن أن ينتج عنه حالة وفاة؟
– نعم بالطبع؛ لأن الشخص، إذا أصيب بالفيروس، وانتشرت حبوب المرض في الجهاز التنفسي أو في الحنجرة، قد يختنق ويؤدي إلى الوفاة.
- هل يمكن لهذا المرض أن يدفع الدولة ما كما في السابق نحو فرض الطوارئ الصحية؟
– كل شخص لديه اختصاصه؛ أنا أتحدث معك من الناحية العلمية، أما هدا القرار فهو سياسي، وتوجد هيئة مختصة، وهي الخولة لها اتخاذ قرارا ما من عدمه..
(عذرا على المقاطعة)، قلت على أن هيئة سياسية من تتخذ القرار، لكن في آخر المطاف، تبني قراراتها بناء توصيات لجنة علمية حول درجة خطورة هذا الفيروس؟
– اللجة العلمية ذات طبيعة استشارية؛ تجمع معطيات وبائية وترفعها إلى الجهة التي تسهر على اتخاذ القرارات لتحمي المواطنين، وحين تصبح القضية تكتسي طابع الخطورة، ويتحول الأمر إلى جائحة والناس كلها غير محمية هنا يتم اتخاد القرار.
- ماذا عن حملة تلقيح جديدة؟
– ما يمكن قوله في هذا الصدد، أن فيروس ”جدري القردة”، خطير وعلينا تجنبه، خصوصا أن أي شخص أصيب به يخلف لديه تشوهات، وقد يحمل نوع من الخطورة، كما أسلفت الذكر، لا يمكن أن نتساهل معه.
وارتباطا بمسألة التلقيح، هناك لقاح مخصص لهذا الفيروس، وهناك أيضا أدوية، واللقاح المتوفر حاليا يحمي بنسبة 85 في المائة، وهدا فيروس جديد لهذا يجب تكون تركيبة اللقاح جديدة، لكي يحمي 100% .