محمد أسوار- الرباط
يعتزم مربيات ومربيي التعليم الأولي، خوض احتجاجات؛ ابتداء من غد الخميس 31 مارس الجاري وبعد غد الجمعة فاتح أبريل؛ وذلك للتعبير عن غضبهم على الأوضاع التي يعيشونها.
وكشفت نجوى مول الطالع، نائبة الكاتب الوطني للنقابة الوطنية لمربيات ومربيي التعليم الأولي، التابعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن فئة من هذه الأطر التربية، لم تتلقى أجورها لمدة تقارب الثلاث سنوات.
وأوضحت مول الطالع، التي تشغل ايضا الكاتبة الإقليمية للنقابة ذاتها ببني ملال؛ في حديث لجريدة “24 ساعة”؛ أنه باستثناء بعض الاقاليم، فإن مربيات ومربيي التعليم الأولي لم يتوصلوا بمستحقاتهم التي تهم المواسم الدراسية 2019/2020، و 2020/2021، وأيضا الموسم الحالي 2021/2022، حيث اشتغلوا طيلة هذه المدة “دون أجرة”.
وأبرزت أن إسناد مهمة تسيير التعليم الأولي، إلى جمعيات بدون خبرة ودون دراية بقوانين الضمان الاجتماعي، جعله يتخبط في مشاكل جمة؛ وزاد الوضع تعقيدا “الشراكة المبهمة” التي عقدتها الدولة مع هذه الجمعيات، التي اصطدمت بإكراهات قانونية، مرتبطة بشهادة الضريبة المهنية ( la patente) التي بدونها لا يمكن تسجيل هذه الفئة في صندوق الضمان الاجتماعي.
وشددت على أن وزارة التربية الوطنية والجمعيات، تتقاسمان المسؤولية فيما يقع ؛ فالنيابات التعليمية تقول إنها مستعدة لأداء مستحقات مربيات ومربيي التعليم الأولي، شرط قيام الجمعيات المكلفة بتسوية الاوضاع القانونية اللازمة. بينما “خضنا حربا بمساعدة نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وحصلت 19 جمعية من اصل 72 في بني ملال على المستحقات المالية المرتبطة بالسنة الفارطة، بينما 53 جمعية المتبقية لم تتوصل بمستحقاتها إلى الآن”.
ورغم أن أغلب أطر التعليم الاولي؛ تضيف المتحدثة من حملة الإجازة والماستر؛ إلا أن وزارة التعليم “رجعتنا بحال الا خدامين في الموقف”، بفرض الاشتغال بأجرة 14 درهما في الساعة تارة، في حين ” كنا قبل ذلك تنتخلصو بالسميگ”.
وقالت مول الطالع، إن مطالبهم على المدى القريب، يتمثل في استخلاص مستحقاتهم المالية للمواسم الثلاثة الماضية، تسوية وضعيتهم في الضمان الاجتماعي وإبرام عقود عمل قانونية واضحة المعالم، وتوفير التجهيزات الأساسية اللازمة؛ فيما يطالبون على المدى البعيد إدماجهم في المنظومة التعليمية والرفع من أجورهم.
وارتباطا بالموضوع؛ أصدرت النقابة الوطنية لمربيات ومربيي التعليم الأولي؛ المكتب الإقليمي ببني ملال؛ بيانا؛ اعلنت من خلاله، خوضها إضرابا محليا أيام الخميس 31 مارس والجمعة 1 ابريل 2022 مصحوب بمسيرة احتجاجية انطلاقا من أمام المديرية الإقليمية ببني ملال نحو مقر عمالة الإقليم.
وأكد نص البيان أن الاحتجاج يأتي عقب “استمرار سياسة التجاهل واللامبالاة وعدم الاكثرات بالظروف المزرية التي يتخبط فيها القطاع”.
كما أن القطاع؛ وفق نص البيان؛ يعيش هشاشة “الوضعية القانونية والمادية والاجتماعية لجل المربيات والمربيين نتيجة”؛ بسبب “هزالة الأجور والتأخر في الحصول عليها”؛ و “عدم الالتزام ببنود الشراكات الموقعة بين الجمعيات والمديرية”؛ “فرض عقود شغل مزاجية لا علاقة لها بمدونة الشغل من طرف بعض الجمعيات..”؛ “تعقيد مسطرة التصريح لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ، مما يؤخر وضع الملفات لدى المصالح المالية قصد التسوية…”.
وتتمثل هذه الهشاشة؛ حسب البيان دائما؛ في “عدم تنزيل العديد من المذكرات المنظمة للتعليم الأولي من طرف الأكاديمية الجهوية والمديرية”؛ وكذلك “استمرار منطق التحكم من طرف بعض الجمعيات “الأم” البعيدة عن عالم التربية عبر خلق شبكات من الفروع لا تتوفر على أية أرقام ترتيبية ضريبة(…) والتي تبحث عن الربح وسرقة المستحقات المالية للمربيات …”.