الدار البيضاء-أسماء خيندوف
شهد صندوق التضامن ضد الكوارث (FSEC)، أحد الأعمدة الأساسية لاستراتيجية المغرب في التصدي للمخاطر الطبيعية، حصيلة مالية مميزة خلال الفترة بين 2020 و2023.
ووفقا لتقرير البنك الدولي، قد تجاوزت الإيرادات الإجمالية للضريبة شبه المالية المفروضة على عقود التأمين غير المتعلقة بالحياة والمخصصة للصندوق 900 مليون درهم أي ما يعادل (90 مليون دولار).
كما حققت هذه الإيرادات نموا سنويا ملحوظا، بلغ حوالي 30 مليون دولار سنويا بين عامي 2021 و2023، مما يعكس انتظام تدفق الموارد المالية لدعم جهود الصندوق.
وأكد على أن الضمانة الإلزامية للتأمين ضد عواقب الأحداث الكارثية في المغرب شهدت نموا ملحوظا منذ بدء تطبيقها في عام 2020. حيث استطاعت في سنتها الأولى تحقيق أقساط مُصدرة بلغت 476.7 مليون درهم، مما يعكس استجابة إيجابية للسوق تجاه هذا النوع من التأمين.
وأشار إلى أن هذا النمو التصاعدي استمر في السنوات التالية، حيث ارتفعت الأقساط إلى 521.8 مليون درهم في عام 2021، ثم إلى 560.8 مليون درهم في 2022. وفي عام 2023، واصلت الضمانة تحقيق أرقام قياسية بوصولها إلى 571.2 مليون درهم.
وبحلول نهاية شتنبر من العام الجاري 2024، سجلت الأقساط 486.9 مليون درهم، مما يشير إلى استمرار الثقة في هذا النظام التأميني ودوره المهم في مواجهة المخاطر الكارثية.
وحسب تقرير البنك الدولي، تتجاوز الخسائر السنوية الناتجة عن الكوارث الطبيعية في المغرب 575 مليون دولار، وهو ما يعكس مدى هشاشة البلاد أمام التحديات المناخية المختلفة مثل الزلازل، الفيضانات والجفاف. مؤكدا أن الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز مؤخرا يعد مثالا حقيقيا على التأثيرات المدمرة لهذه الكوارث، حيث خلف أضرارا بشرية واقتصادية كبيرة، مما يبرز ضرورة تعزيز آليات الحماية والتأهب لمثل هذه الأحداث.
و قد لعب البنك الدولي دورا رئيسيا في إنشاء هذا النظام وتعزيز قدرة المغرب على مواجهة الكوارث الطبيعية. منذ 2016، مول البنك أكثر من 230 مشروعا بقيمة 304 ملايين دولار لدعم تقليل المخاطر وتحسين استجابة البلاد للكوارث.
وفي خطوة تهدف إلى ضمان فعالية الإدارة، تعتزم الدولة إجراء تدقيق شامل لإدارة الصندوق بهدف تقييم الأداء وضمان الإدارة المسؤولة للموارد. حيث تعكس هذه المبادرة التزام المغرب بتطوير نظم الحماية الاجتماعية وتعزيز ثقة المواطنين والشركاء الدوليين في قدرة الدولة على التعامل مع التحديات المستقبلية.
و يظل الصندوق مثالا بارزا على كيفية الجمع بين المبادرات العامة والخاصة لبناء نظام حماية اجتماعي قوي قادر على مواجهة الكوارث الطبيعية في المغرب والتعامل مع تبعاتها بفعالية.