الدار البيضاء-أسماء خيندوف
تسعى الشركة البريطانية “إكس لينكس” إلى تسريع مشروعها الطموح لإنشاء أطول كابل كهربائي تحت البحر في العالم، يربط المغرب بالمملكة المتحدة على مسافة 3800 كيلومتر. ويراهن المشروع على الطاقة الشمسية والريحية في منطقة كلميم-وادي نون، حيث سيتم إنتاج 10.5 جيجاوات من الكهرباء، مدعومة ببطاريات تخزين بسعة 20 جيجاوات/ساعة، لتزويد 7 ملايين منزل بريطاني بالطاقة النظيفة.
ويعزز هذا المشروع مكانة المغرب كفاعل رئيسي في التحول الطاقي العالمي، مستفيدا من موارده الطبيعية، وموقعه الاستراتيجي القريب من أوروبا، إلى جانب استقراره السياسي الذي يجعله وجهة جذابة للاستثمارات الطاقية الكبرى.
مشروع بمليارات الدولارات ينتظر الدعم السياسي
أكد ديف لويس، الرئيس التنفيذي لـ”إكس لينكس”، في مقابلة مع وكالة “بلومبرغ”، أن المشروع يمكن أن يجذب استثمارات تصل إلى 24 مليار جنيه إسترليني أي حوالي 300 مليار درهم مغربي، لكنه بحاجة إلى دعم سياسي ليصبح واقعا. وأشار إلى أن شركته تجري مفاوضات مع الحكومة البريطانية للحصول على عقد بيع كهرباء بأسعار ثابتة، وهو ما يعد شرطا أساسيا لجذب التمويل وإطلاق المشروع فعليا.
وكان من المقرر أن يبدأ المشروع في العمل بحلول عام 2031، لكنه واجه تأخيرات بسبب الانتخابات البريطانية الأخيرة، ما يستلزم الآن إقناع فريق وزاري جديد في لندن بأهمية المشروع ومردوديته الاقتصادية والبيئية.
تحالف دولي لدعم المشروع
يحظى مشروع “إكس لينكس” بدعم قوي من شركات الطاقة العالمية، حيث استثمرت “GE Vernova Inc” مبلغ 10.2 مليون دولار في الشركة، إلى جانب دعم من “توتال إنرجي” الفرنسية، وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، و”أوكتوبوس إنرجي” البريطانية، مما يعكس الرهان الدولي على مستقبل الطاقة المتجددة في المغرب.
رغم الطموحات الكبيرة، يواجه المشروع عقبات سياسية وتقنية، أبرزها التأخير في الموافقات الحكومية البريطانية، إضافة إلى تحديات تقنية مرتبطة بتركيب الكابل تحت البحر ونقل الكهرباء عبر مسافات طويلة.
ومع ذلك، يرى الخبراء أن نجاح هذا المشروع سيشكل نقلة نوعية في التعاون الطاقي بين المغرب وبريطانيا، وسيمهد الطريق لمزيد من الاستثمارات في الطاقات المتجددة، مما يعزز موقع المغرب كمصدر رئيسي للكهرباء النظيفة نحو أوروبا.