24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
تشكل الذكرى الـسادسة والأربعين لحدث المسيرة الخضراء المظفرة، فرصة لاستحضار الأمجاد التي طبعت هذه الملحمة التاريخية الخالدة، التي لم يسبق لها مثيل عبر العالم، والتي تظل منقوشة بمداد من ذهب في الذاكرة الحية للمغرب، الذي يواصل مسيرته المباركة نحو مدارج التقدم والرخاء تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ففي مثل هذا اليوم من سنة 1975، انطلقت حشود المتطوعين من كل فئات وشرائح المجتمع المغربي، ومن سائر ربوع الوطن، بنظام وانتظام، في اتجاه واحد صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها من براثن الاحتلال الإسباني، حاملين القرآن الكريم والأعلام الوطنية، مسلحين بقوة الإيمان والعزيمة الراسخة لإحياء صلة الرحم مع إخوانهم في الصحراء المغربية.
وخلال جميع مراحل المسيرة، تبين للعالم أجمع صمود المغاربة وإرادتهم الراسخة في استرجاع حقهم المسلوب وعبقريتهم في إنهاء الوجود الاستعماري بالالتحام والعزيمة والحكمة، حيث حققت المسيرة الخضراء أهدافها وحطمت الحدود المصطنعة بين أبناء الوطن الواحد، سلاحها الإيمان والتمسك بالفضيلة وبقيم السلم والسلام في استراداد الحق والدفاع عنه.
والأكيد أن هذه المسيرة التاريخية الكبرى، التي جسدت عبقرية الملك الراحل المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، الذي حرص، أيما حرص، على قيادة المسيرة بأسلوب حضاري سلمي فريد يصدر عن قوة الإيمان بالحق في استرجاع الأقاليم الجنوبية إلى حظيرة الوطن الأب، ليكون النصر حليف المغاربة، وترتفع بذلك راية الوطن خفاقة في سماء العيون يوم 28 فبراير 1976، مؤذنة بنهاية الوجود الاستعماري في الصحراء المغربية، حيث تلاها استرجاع المغرب في 14 غشت 1979 لإقليم وادي الذهب.
ولا تزال المسيرة متواصلة، اذ وبعد ان حققت مسيرة التحرير أهدافها في استرجاع السليب من الارض، تتواصل مسيرة النماء في مختلف الاقاليم الجنوبية المسترجعة، التي عرفت طفرة تنموية، لا تضاهى، ولا يسعنا الا ان نردد أن نردد بكلوإكبار وإجلال، عبارات خالدة لصاحب لجلالة الملك محمد السادس نصره وأيده، رائد النموذ التنموي الجديد ، تلخص قضية وحدتنا الترابية، حيث قال في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 39 للمسيرة الخضراء المظفر ة” فالصحراء ليست قضية الصحراويين وحدهم. الصحراء قضية كل المغاربة. وكما قلت في خطاب سابق : الصحراء قضية وجود وليست مسألة حدود. والمغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها