أسامة بلفقير – الرباط
ورش قاري كبير بعمق استراتيجي، ذلك الذي أطلق المغرب من أجل إنتاج اللقاحات، في إطار رؤية ملكية تسعى إلى تحقيق التضامن الإفريقي وجعل القارة السمراء تحقق الاكتفاء الذاتي في عدد من المجالات.
عثمان بنجلون رئيس شركة سينسيو فارماتيك” المكلفة بالوحدة المتخصصة في تصنيع اللقاح المضاد لكوفيد- 19 ولقاحات أخرى، توقع أن يضعَ المغربُ حدا لاعتماد دول القارة الإفريقية على هِبات الولايات المتحدة الأمريكية والصين ودول أوروبا لتلقيح مواطنيها، متوقعا أن تصل الطاقة القصوى للإنتاج السنوي بالمصنع المجود بمدينة ابن سليمان إلى 500 مليون جرعة سنويا.
وأكد بنجلون أن المغرب في التحدي المتعلق بتزويد القارة الإفريقية والعالم بالأدوية الأساسية، وأن طموحه هو أن يصبح “مركزا إقليميا وعالميا لتصنيع وتوزيع اللقاحات من شأنه أن يشكل على المديين المتوسط والبعيد “مصدر إلهام” للعديد من البلدان الإفريقية التي تعتمد حاليا بشكل أساسي على هبات وصادرات الولايات المتحدة والصين وعدد من البلدان الأوروبية، مبرزا أنه بفضل الطاقة الإنتاجية الضخمة للجرعات اللقاحية، ستساهم وحدة “سينسيو فارماتيك” في مبادرة تسريع وتيرة بلوغ الاكتفاء الذاتي لإفريقيا من اللقاحات المضادة لكورونا والمنتجات الصيدلية الأخرى التي تحتاجها القارة.
وشدد بنجلون، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية، إن هذا المشروع يهم إحداث مصنع لتصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لكوفيد 19 ولقاحات أخرى، يحتوي على ثلاثة خطوط صناعية تبلغ قدرتها المشتركة للإنتاج حوالي 120 مليون وحدة في السنة، أي زهاء 500 مليون جرعة، وستخصص هذه الخطوط لإنتاج محاقن معبأة مسبقا، وقارورات للسوائل وأخرى مجففة بالتجميد، ويتراوح الاستثمار المرتقب بين 230 إلى 250 مليون دولار أمريكي، فيما يرتقب إطلاق الإنتاج قبل متم سنة 2022.
وأشار بنجلون إلى أن الخطوة الرئيسية الأولى قد تم تنفيذها في الربع الأخير من عام 2021 عبر الشراكة الاستراتيجية مع الشركة السويدية “ريسيفارم”، الرائدة على الصعيد العالمي في مجال صناعة الأدوية، مضيفا أنه يجري العمل على بناء مصنع Fill & Finish ببنسليمان قبل متم السنة الجارية، وجعله موقعا لإنتاج لقاحات وعلاجات حيوية بمستوى جودة ومعايير تنظيمية معترف بها عالميا، وأشار إلى أنه اعتبارا من سنة 2024، تعتزم “سينسيو فارماتيك” ضمان الاكتفاء الذاتي للمملكة من اللقاحات والتموقع كمنتج رائد للعلاجات الحيوية على مستوى القارة الإفريقية والعالم.
وأوضح المتحدث نفسه أنه في إطار مشروع “سينسيو فارماتيك”، توحدُ الشراكة بين القطاعين العام والخاص جهود السلطات العمومية والتحالف الذي يضم فاعلين ماليين هم بنك إفريقيا والتجاري وفا بنك والبنك الشعبي المركزي، إضافة إلى مجموعة “ريسيفارم” أحد الرواد العالميين في مجال المناولة الدوائية، المعروفين أيضا باسم “منظمات تطوير العقود والتصنيع”، والتي يتمثل عملها الأساسي في تصنيع وتعبئة اللقاحات والمنتجات الصيدلانية، مبرزا أن كل شريك سيضع خبراته رهن إشارة هذا المشروع، وهو ما سيمكن من الاعتماد على خبرات نادرا ما تجتمع في مشاريع التطوير التقليدية.