سفيان بلغوات – وجدة
منعت السلطات المغربية بالجنوب الشرقي العشرات من اللاجئين السوريين القادمين من الجزائر، من دخول أراضيها. حسن العماري ناشط في شبكة “هاتف الإنقاد” قال لـ”24 ساعة” ان قرار سلطات الرباط يمثل تحول مهم في سياسة الهجرة التي كان يعمل في السنوات الأخيرة.
علق 41 لاجئا سوريا على الحدود المغربية الجزائرية منذ قرابة ثلاثة أيام، وفق تصريح الناشط في شبكة “هاتف الإنقاد” العاملة في مجال الهجرة حسن العماري، والذي انتقد بطء تدخل السلطات في إيجاد حل سريع لإيواء هؤلاء من حر الشمس، حيث تجاوزت درجات الحرارة في المنطقة 36 درجة مئوية.
وأضاف الناشط في مجال الهجرة أن الظروف الصعبة التي يعيشهونا جعلت السكان المحليين يقدمون لهؤلاء اللاجئين كل ما يحتاجونه من مساعدة، معبرا عن حالة من التعاطف تسود المنطقة تجاههم، حيث نقلوا لهم الطعام والماء، كما أشار إلى أنهم يعانون من حالة نفسية صعبة.
وأضاف حسن العماري في تصريح لـ”24 ساعة” ان مسجدات اليوم الرابع من الجحيم الذي يعيشه السوريون على المعبر الحدودي المغربي هو دما فع السلطات الجزائرية بالسوريين الى المنطقة الدولية وهناك تعزيزات أمنية مكثفة من الطرف المغربي في المنطقة الحدودية.
وقالت مصادر حقوقية من النطقة الحدودية الحدودية بين المغرب والجزائر، شرق البلاد أن السلطات المغربية رفضت أزيد من 40 لاجئ سوري عالقين بالتراب المغربي قبالة الحدود المغربية الجزائرية .
وأضاف حسن العماري أن هناك مجموعة للاجئين السورييين القت بها السلطات الجزائرية الى التراب المغربي وبالضبط الى مدينة فجيج بدءا من الساعة العاشرة ليلا امس وهم موجودون في العراء حيث ظلوا تحت الشمس في حرارة مرتفعة تتعدى 36 درجة الى غاية الانـ وبينهم حوالي 16 طفلا بعضهم لا يتجاوز عمره سنة واحدة، إضافة إلى ثمان نساء واحدة منهن حامل في أسابيعها الأخيرة دون ان تتلقى اي مساعدة طبية، او حتى لقمة غذاء رغم إلحاح الساكنة المحلية وتعبيرها عن استعدادها لإيوائهم وتغذيتهم”.
في المقابل قال حسن العماري لـ “24 ساعة”: ان المعلومات التي توصلت بها مجموعة هاتف الإنقاذ ” Alarme Phone ” من نشطاء جمعويين بمدينة فكيك إن المفوضية العليا للاجئين بالرباط على علم بالحادث إضافة الى المجلس الوطني لحقوق الإنسان ولم يتحركوا لحد الساعة رغم ان اتفاقية جنيف 1951 تنص على توفير حماية خاصة لهؤلاء خاصة وأن من بينهم أطفال وقاصرين”.
وأضاف الناشط، أن هؤلاء اللاجئين يوجدون بعيدا عن مدينة فكيك المركز في الجنوب الشرقي بثلاثة كلومترات، وأشار إلى وجود مجموعة ثانية مكونة من 18 لاجئا، فضل أربعة منها العودة إلى الجزائر، كما أن مجموعة ثالثة مكونة من 14 شخصا عادت قبل يومين إلى البلد الجار.
وفي تصريح لأحد السكان نقلته عنه شبكة “هاتف الإنقاذ” قال متحسرا “لم أرَ في حياتي مأساة كالتي رأيتها اليوم. سوريون أغلبهم أطفال صغار ونساء من بينهن حامل وبضعة رجال في العراء، يفترشون الأرض وتحاصرهم كل الأجهزة الأمنية والعسكرية، لا لسبب إلا لدواعي أمنية دون مراعاة أبسط شروط الإنسانية…”