عزيز الدريوشي
لفت انتباهي تدوينية للاستاذ ناصر بوشيبة،الباحث في العلاقات الصينية – الافريقية بمعهد السياسة ،جامعة “صن يات سين” ، تتحدث عن التهديدات التي تعرفها المنطقة شمال المملكة المغربية ، خصوصا في ظل التطورات التي يشهدها المغرب من اوراش كبرى تتجلى في تطوير بنية تحتية تجذب استثمارات خارجية مهمة، إليكم نص التدوينة:
لا يمكن ان تسمح بعض الدول المتقدمة، ان يمضي المغرب في تطوير الصناعات التي كانت الى البارحة حكرا لهم، و تطوير بنية تحتية تجذب استثمارات خارجية مهمة، وكذلك تعويض الدور الاوروبي الاستعماري الجديد في افريقيا (مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا)، وتقوية العلاقات مع الصين وروسيا والهند، وفوق هذا كله ان يتحكم في الأمن الغذائي العالمي بفضل احتياطات الفوسفاط.
يجب اذا كبح جماح المغرب وردعه، ولا يوجد أنجع من زعزعة الاستقرار الداخلي وزيادة الاحتقان الاجتماعي مع السلطة المركزية واثارة ملف حقوق الانسان وحتى اللعب على وتر الحزازيات العرقية والطائفية. فنحن شعوب لم نتصالح بعد مع ماضينا ومن السهل بما كان “عسكرة” عواطفنا الجياشة.
ولو رجعنا بالتاريخ قليلا للوراء، لوجدنا تلك اليد الخفية حاضرة كلما حاولت دولة في طريق النمو السعي الى كسر القيود والتطور مثل الصين وماليزيا وإيران والبرازيل، فنادي الدول المتقدمة لا يقبل أعضاء جدد.
وما أشبه اليوم بالبارحة، حين أدى ارتفاع أسعار الفوسفاط في بداية السبعينيات الى ارتفاع مدخول الدولة المغربية. وسارع الحسن الثاني رحمه الله الى إطلاق اوراش صناعية كبرى لتحفيز التصنيع والتقليص من الاعتماد على الواردات، كما اطلق سياسة “مغربة” القطاعات الاقتصادية والتي كان من أهدافها استرداد الاراضي من الأجانب والمعمرين. وفي ظل هذه الروح المعنوية العالية انطلقت المسيرة الخضراء لاسترجاع الأقاليم الجنوبية.
هنا بادر شباب مغربي انفصالي من قلب المدن المغربية وبدعم خارجي الى الاحتجاج ثم حمل السلاح. وأثناء سعي المغرب لتأمين حدوده الجنوبية انخفضت أسعار الفوسفاط بشكل جنوني بمشيئة قادر، الشيء الذي دفع المغرب الى إيقاف الأوراش الاقتصادية والاجتماعية لتغطية حاجيات حرب ضروس مع مرتزقة البوليزاريو. ومما زاد الطين بلة، هو خروج قوى المعارضة في احتجاجات شلت اقتصاد البلاد، ووجد المغرب نفسه مرغما ان ينصاع لشروط البنك الدولي ومنظمة النقد ويبدا مسيرة الإصلاحات الهيكلية والخوصصة والتي أدت الى رفع يد الدولة عن الاقتصاد والخدمات الاجتماعية.
هل ان الاوان ان يحل الحوار والتسامح محل الاحتجاج والعصبية؟
#عاش_الملك #عاش_الشعب (انا #عياشي2x)