سعيد بن عباد
قال الانتروبولوجي الدكتور عياد أبلال، أن منار السليمي جاهل وان الجهة المخولة لها اتهام ناصر الزفزافي قانونيا بالتشيع هي النيابة العامة بوجود الحجج على ضوء على ضوء الاستخبارات والاستعلامات الوطنية.
وكان السليمي، الذي تقدمه وسائل الاعلام محللا سياسيا، قال أمس( الثلاثاء) 30 ماي على قناة “بي بي سي عربية” اتهم ناصر الزفزافي الناشط البارز في حراك الريف بالتشيع.
وقال أبلال ان : “الحجج التي قدمها السليمي، على تشيع الزفزافي، تتجلى في توظيفه كثيرا للصحابي عمر بن الخطاب. ومن جهله لا يعرف أن الشيعة الاثنى عشرية لا تعترف بخلافة كل الخلفاء باستثناء علي”. وفق تعبيره.
واضاف أبلال: “أنا أحد الباحثين في الملف الشيعي والمعتقدات الدينية وأنجزت أطروحة دكتوراه في الموضوع دامت أزيد من ست سنوات وأنجزت دراسة خبرة لمؤسسات دولية في ملف التشيع ورغم ذلك أول مرة أسمع أن الزفزافي شيعي”.
وتابع أبلال: “متى كانت هناك علاقة بين المطالب الشرعية والعدالة ومعتقدات الناس الدينية (شيعي، سني، لا ديني)، هي قناعات شخصية لا تهمنا بقدر ما يهمنا الملف المطلبي، ثم إن الحراك شعبي يتجاوز الأشخاص”.
وشدد عياد أبلال على أن التهم التي وجهها منار السليمي تعد صارخ على عمل السلطة القضائية وخرقا لضمانات المحاكمة العادلة وهو ما من شأنه تمييع دولة المؤسسات. وعلى الإعلام ان يعي جيدا ان الوطنية تقتضي الإلتزام بأخلاقيات المهنة التي تعد الحجر الأساس للسلطة الرابعة”.
وقال أبلال “إننا نعيش تهديدا حقيقيا في وحدتنا وهويتنا والخطر القادم أكبر مما يتصوره الكثيرون”. وفق تعبيره.
واضاف عياد أبلال في تصريح ل “24 ساعة” :” ان حجم التحديات وخطورة المرحلة الحرجة التي تمر منها بلادنا تقتضي الحكمة والرسانة والاستفادة من دروس التاريخ. وعلى الجميع إعادة قراءة أرشيف هيئة الإنصاف والمصالحة من اجل التأسيس لجيل ثاني من الإصلاحات على قاعدة دولة الحق والقانون.”
وأكد عياد أبلال انه على المثقف ان يعي ان دوره التاريخي يتجلى في نقد السلطوية وبلورة خطاب معرفي تأسيسي للتنوير. وهو ما تحتاجه الدولة. لأن الدولة في غياب المعرفة النقدية تفصل قسرا شرعية العنف عن الشرعية الأخلاقية وهو ما يؤدي إلى تفشي الظلم والفساد والظلم حسب ابن خلدون مؤدن بخراب الدولة والعمران.