تعهدت ابنتا الصحافي السعودي جمال خاشقجي الحفاظ على إرثه، في رسالة وداع مؤثرة لوالدهما نشرت في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية التي كان كاتب رأي فيها.
وقتل خاشقجي الذي كان مقربا من دوائر السلطة في السعودية قبل أن يتحول إلى منتقد لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في القنصلية السعودية في اسطنبول مطلع أكتوبر الفائت.
ومنذ مقتله، يتعرض ولي العهد السعودي لانتقادات في ظل تقارير عن تورطه في إعطاء الأوامر للقيام بالعملية، في حين يؤكد المسؤولون السعوديون أن لا دور له في ذلك.
وكتبت نهى ورزان جمال خاشقجي في رسالة نشرت على الموقع الالكتروني للصحيفة الاميركية الجمعة “هذا ليس تأبينا (…) إنه وعد بأن نوره لن يتلاشى أبدا، وبأن يتم الحفاظ على إرثه من خلالنا”.
وقتل الصحافي البالغ 59 عاما بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 أكتوبر للحصول على وثائق لإتمام زواجه بخطيبته التركية.
وبعد أسابيع من الإنكار التام، قالت الرياض إنه قتل في عملية قامت “عناصر خارج إطار صلاحياتهم” بتنفيذها.
ووصفت الابنتان والدهما الذي أشارتا إليه في المقال بكلمة “بابا”، بأنه كان “رجلا محبا بقلب كبير” يقوم برحلات في أرجاء العالم ويعود منها دائما حاملا “هدايا وقصصا رائعة”.
وتابعت الابنتان “كما كنا نشعر بجمال (القصص)، كنا (أيضا) نعرف من سن مبكرة (…) أنه رجل مهم، لكلماته تأثير على الناس من مسافة كبيرة”.
وذكرتا أن من الأمور المهمة بالنسبة اليه كانت “أن يتكلم ويشارك آراءه وأن يجري مناقشات صريحة”.
وقالتا إنه بالنسبة إليه “لم تكن الكتابة مجرد وظيفة، بل كانت دافعا لا يقاوم. لقد كانت متأصلة في جوهر هويته، وقد أبقته حقا حيا”.
وتابعتا “الآن، كلماته تحفظ روحه معنا، ونحن ممتنون لذلك”.
وكان خاشقجي انتقل للاستقرار في الولايات المتحدة حيث كتب مقالات رأي في صحيفة “واشنطن بوست” انتقد فيها سياسات ولي العهد. لكنه كان يشعر ب”الحزن” على وطنه السعودية، ولم يتخل أبدا عن آماله في بلاده.
وأكدت الابنتان “لم يكن والدنا معارضا”، وأضافتا “كان كاتبا متأصلا في هويته، وكونه سعوديا هو جزء من هذا الأمر”.