للتعريف بعادات وتقاليد القبائل الصحراوية بالأقليم الجنوبية للمملكة، تنشر جريدة “24ساعة” سلسلة حلقات من إعداد محمد فاضل أحمد الهيبة الباحث في الثرات الصحراوي، تضم مختلف المواضيع في العديد من المجالات والتي لها علاقة بتاريخ وحاضر المنطقة الجنوبية للمملكة.
الحلقة التاسعة:
“الألعاب التقليدية الصحراوية”
آسرة وساحرة هي ألالعاب الشعبية التقليدية عند مجتمع البيظان ، ويحاول المجتمع الحفاظ عليها بشكل كبير وتعلمة النشئ قوانيها وحتى أسرارها ، وفي رمضان يزداد الاقبال على الكثير من هذه الألعاب الجماعية من النساء والأطفال وحتى الرجال .
بعد صلاة العصر يجتمع الأصدقاء من الرجال في الهواء الطلق بأماكن عرفتهم لسنوات فأحبوها للعب لعبة ” ظامة ” الشهيرة ، وتخطُّ اللعبة في مربع مليئ بالرمال يوضع في جهة حجر صغير وفي الجهة المقابلة عيدان وقوانينها شبيهة بلعبة الشطرنج ولاتلعبها النساء ، التي تشارك الرجل في لعبة ( دَمْراوْ ) القريبة من لعبة ظامة لكن ترسم بشكل دائري هذه المرة ولها قوانين رياضية جميلة ، وهي قاسمها المشترك مع لعبة ” كرور ” الذكية التي تلعب ” بالبليز ” وهو حبات شجر الزيتون الثمانية بعد دفنها في الرمل و طريقتها تشد حتى الأطفال وتعلمهم أن يفكْرو بطرق صائبة توصلهم للنجاح .
في رمضان بعد صلاة التراويح تجتمع النسوة على لعبة ” السِّيگ ” الشهيرة والتي لاحرج أن يشاركهم الشباب الذكور رغم أنها لعبة عُرفت للنساء ، وتصنعُ من عيدان القصب وهي ثمانية ولها قانون يعتمد على الحظ في طريقة رمي العيدان الملون جانب منها ، ويتحمس النسوة بشكل كبير ويتفاعلن معها لدرجة أنهن يلعبنها حتى وقت الاعلان عن السحور .
وتشتهر ألعاب اللياقة في مناسبات الأفراح ، تتقدمهم لعبة ( رَاحْ ) يلعبها رجلان فقط ، وتلعب بعمودين بضرب كل واحد منهما ” دبوس” الاخر حتى يستسلم وسط زغاريد النساء وتشجيع الحضور ، ويحتكر الرجال سباق الهجن ( لَزْ الابل ) ويتبارى شجعان القبائل في سباق يحضره الجميع ويختارون الجِمالَ القوية للمشاركة في مهرجانات الاعراس واحتفالات الأفراح .
في مواسم الربيع الخلابة يختار الرجال تنظيم مسابقات ألعاب ‘” الشارة ” وهي الرمي باستخدام المدافع البسيطة ، وتذبح الذبائح وسط الفرح وتبادل الحكايات والشعر في سمر ليلي يدوم ثلاث ليالي موازية لأيام الشارة ، ويتوّج البطل بالتشجيع والهدايا .
ليالي رمضان يجتمع الشباب للسمر وينظمو مساجلات شعرية ، يشارك فيها حتى الصغار تساعدهم على سرعة البديهة وحفظ أشعار العرب التي قيلت في الحكمة والادب والشجاعة ، وأصبح الآن هذا النوع من الاجتماع الإنساني تهدده وسائل اللاتواصل التي أبعدت القريب وأصبح الكل أسير ماكينة في يده وأسير شاحنها الكهربائي يحمله أينما حلّ وأرتحل .