شنت ألمانيا، التي تتهمها فرنسا بالحذر المبالغ فيه حيال مقترحاتها لإنعاش أوروبا، هجوما مضادا، واقترحت على باريس التخلي عن مقعدها الدائم في مجلس الأمن الدولي للاتحاد الأوروبي.
وقال نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أولاف شولتز: “نؤيد تحويل مقعد فرنسا الدائم في مجلس الأمن إلى مقعد أوروبي، وذلك حتى يتحدث الاتحاد الأوروبي بصوت واحد”.
وأضاف شولتز، الذي يتولى أيضا حقيبة المالية في الحكومة، في خطاب حول مستقبل أوروبا، في برلين: “إذا كنا نأخذ الاتحاد الأوروبي على محمل الجد، فإنه يتعين على أوروبا أن تتكلم بصوت واحد في مجلس الأمن الدولي.. في المقابل يمكن أن يصبح منصب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في الأمم المتحدة مخصصا بشكل دائم لشخصية فرنسية”.
من جهته، كتب السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة جيرارد آرو على “تويتر”: الأمر مستحيل من الناحية القانونية لأنّه مخالف لميثاق الأمم المتحدة.. تعديل الميثاق سيكون مستحيلا سياسيا”.
والنقاش في ألمانيا بشأن مقعد أوروبي قديم نسبيا لكنه أثير بشكل لافت من وزير المالية الألماني، وقد يكون المقترح وسيلة للمسؤولين الألمان للرد على انتقادات متكررة تجاههم بشأن حذرهم حيال المقترحات الخاصة بدفع المشروع الأوروبي.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نواب البرلمان الألماني الشهر الماضي، للمساعدة في خلق “أوروبا أقوى وأكثر سيادة”، فيما رحبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل آنذاك، بخطاب ماكرون، قائلة، إن أوروبا “على مفترق طرق” بشأن مستقبلها.
وفيما يبدو قادة ألمانيا منفتحين على تعميق التعاون في مجالات مثل الدفاع، يتحفظ كثيرون على خطط ماكرون لجعل موازنات دول الاتحاد خاضعة لإدارة مركزية، خوفا من أن تدفع الدول الغنية فواتير جيرانها المتعثرين في نهاية المطاف.
ومنذ إنشاء الأمم المتحدة عام 1945، باتت فرنسا عضوا دائما في مجلس الأمن مع روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا، ويضم أيضا عشرة أعضاء غير دائمين يختارون لولاية كل سنتين.