قالت كاتبة الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي المكلفة بالتجارة الخارجية، رقية الدرهم ،ان إصرار الدول الإفريقية على التوقيع على الإتفاق الإطار لمنطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، خطوة واعدة نحو المستقبل يتعين دعهما.
وذكر بلاغ لكتابة الدولة في التجارة الخارجية ،امس الاثنين، أن الدرهم، أوضحت خلال مشاركتها في إحدى جلسات منتدى إفريقيا 2018 بمدينة شرم الشيخ يومي( 8 – 9دجنبر )، أنه في ظل المعوقات البنيوية التي تعترض النمو الإقتصادي بدول القارة و تنافسيتها، والتوجه المتصاعد لسياسة الحمائية، تأتي اتفاقية التبادل الحر لتشكل خطوة واعدة لمستقبل التجارة البينية الإفريقية تستحق الدعم والمساندة.
وتابعت أن هذه الخطوة يجب دعمها بمسار تفاوضي شامل و تحرير تدريجي يشجع على تكامل سلاسل القيمة الإقليمية و القارية، من أجل رؤية الشركات الإفريقية ضمن لائحة فورتشن غلوبل500.
وأشارت الدرهم إلى أن القارة الإفريقية تعتبر آخر ملجأ للإقتصاد العالمي، بما تتيحه من إمكانات واعدة للتنمية المستدامة، حيث يرتكز بها رأسمال بشري قوي يتوقع أن يبلغ 2 مليار نسمة عام 2040 بنسبة 70 بالمائة من الشباب ما دون 30 سنة ،إلى جانب نمو متسارع للمناطق الحضرية، حيث ستشهد السنوات ال10 القادمة زيادة في عدد سكان المدن بحوالي 200 مليون نسمة، يرافقه ارتفاع في مستوى الإستهلاك بمستوى يقارب الإستهلاك في الدول النامية .
وأضافت أن القارة الإفريقية تسجل، رغم ضعف توافد الإستثمارات المباشرة، تنامي قطاعات اقتصادية غير معتمدة على الثروات الطبيعية، وأعلى عائد إستثماري مقارنة بباقي مناطق العالم بما فيها الدول الآسيوية النامية.
واستعرضت كاتبة الدولة المكلفة بالتجارة الخارجية خلال هذا المنتدى رؤية المملكة المغربية حول التنمية الاقتصادية على المستوى الوطني وكذا الإقليمي و القاري، مبرزة أن رسالة الحكومة المغربية لإفريقيا تتجلى واضحة في الأوراش الهيكلية التي تم إطلاقها بتوجيهات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يدعو لتعزيز أواصر التعاون مع بلدان القارة، وهو ما تجسد من خلال مشاريع استراتيجية، من قبيل مشروع أنبوب نقل الغاز إفريقيا-الأطلسي بين المغرب و نيجيريا، واحداث مصانع إنتاج الأسمدة بين المغرب و أثيوبيا.
وقالت إن مختلف هذه المشاريع تبين المكانة التي تحظى بها المملكة على الساحة الإفريقية، باعتبارها المستثمر الإفريقي الأول بالقارة الإفريقية، وكذا الجهود المتواصلة لتسريع اندماجها في محيطها سواء شمال إفريقيا أو غربها.
وبحث المنتدى، الذي عرف حضور رؤساء وحكومات عدد من الدول الإفريقية وخبراء اقتصاديين وفاعلين في مجال ريادة الأعمال ومستثمرين وممثلي المجتمع المدني من عدة دول بإفريقيا والعالم، الشراكات الاقتصادية وحركية الاستثمار وإرساء سبل التعاون البيني بين الحكومات والقطاعين العام والخاص في شتى المجالات الحيوية بالقارة الإفريقية.