رغم مرور 25 سنة على ليلة الجريمة، تأبى روح الطالب اليساري محمد بنعيسى آيت الجيد، الطالب اليساري، إلا أن تقض مضاجع كل من تلطخت أيدهم بدمائه.
ابن طاطا
ولد آيت الجيد محمد بنعيسى سنة 1964 في دوار تزكي أدوبلول في إقليم طاطا، والتحق بمدينة فاس، لمتابعة دراسته الابتدائية في مدرسة المعلمين (ابن الخطيب سابقا) في حي عين قادوس فاس.
التحق آيت الجيد بالتعليم الثانوي في بداية الثمانينات، في ثانوية ابن خلدون، وانضم إلى الحركة التلاميذية سنة 1983، ونقل من هذه الثانوية سنة 1984 إلى ثانوية القرويين.
وانتقل في السنة نفسها إلى ثانوية “مولاي إدريس”، قبل أن ينتقل إلى ثانوية “ابن الهيثم” حيث حصل على شهادة الباكالوريا سنة 1986.
ليلة الجريمة
وعن تفاصيل يوم الحادث، الذي صادف الـ25 من شهر فبراير 1993، نقلت بعض الشهادات أن “الجريمة” وقعت حين كان الطالب آيت الجيد، ومرافق له يدعى الحديوي الخمار، متوجهين من كلية محمد بن عبد الله إلى مركز مدينة فاس عبر سيارة الأجرة، لحظتها هوجما من طرف نحو 30 شخصا.
وبعد اعتراض الطاكسي، أخرجوا المستهدفين وانهالوا عليهما بالضرب، فيما ضغط أحدهم على رأس آيت الجيد برجله حتى يثبته ومن ثمة يسهل إلقاء 3 أفراد لحجر ثقيل عليه، كانت سببا في نهايته.
الشاهد الوحيد
وفي روايته لما وقع ذلك اليوم، يقول مرافق آيت الجيد، الحديوي الخمار: “ها الكفار ها الكفار حصلو.. هذا ما سمعته على لسان من هاجمونا، قبل أن يقول لي رفيقي آيت الجيد عيسى: “الخوانجية الخوانجية”.. وفجأة رمونا بالحجر ونحن في سيارة الأجرة.. واحد اللحظة خرجوا بنعيسى.. كيضربوا بالحجر من كل جهة.. جاتني حجرة هنا.. بزاف الجهات تضربت فيها.. ولكن فقدت التوازن من بعد.. مجموعة تكلفت ببنعيسى ومجموعة تكلفت بي.. في المحكمة ذكرت الأسماء وألححت عليهم لأنهم كانوا يدرسون معي وأعرفهم ..”.
وأضاف الحديوي الخمار، في ندوة نظمت في مارس 2015 بمناسبة ذكري اغتيال آيت الجيد، وهو يعود بذاكرته إلى الوراء، ويحكي ما جرى خلال المواجهة بينه وبين من يتهمهم بقتل رفيقه: “ضربوا بنعيسى طاح في الأرض بقاو كيرفسوا فيه برجليهم.. اختلفوا شكون غادي يذبح.. قال المحسوبون على جماعة العدل والإحسان وهم يستعدن لنحري، نحن أحق بالدخول إلى الجنة، وقال المنتمون لحزب العدالة والتنمية.. بل نحن أحق بالدخول إلى الجنة.. حينها لمحت آيت الجيد.. هزوا الطروطوار وهبطوا بيها على راسو تما صقل.. من بعد تكلفوا بيا واختلفوا لدرجة عندي أثر الجنوية التي قاسوا بها عنقي.. جات السطافيت البوليس.. كنت كنكره السطافيط وذاك النهار تغيرت نظرتي لها”.