من حق موقع (ألجيري باتريوتيك) أن ينحاز بكل ثقله المفترض الى هم الجزائر ومصالحها العليا ولكنه يسقط في الابتذال والهلوسة السياسية عندما يتخذ المغرب معبرا لتحقيق طموحاته البئيسة.
فمنذ الاعلان عن الانقلاب المجهض في الغابون ، أخرج الموقع طبوله ليغني للانقلاب الذي “خلص الغابون من الاستعمار المغربي المستتر”. والواقع أنه ليس هناك من طريقة لتوصيف مثل هذا الفتح الاعلامي الذي يسيئ لدولتين افريقيتين في ذات الوقت لأنه لم يكن في علمنا المتواضع أن المغرب دولة استعمارية وأن الغابون دولة مستعمرة تتظاهر برفع رايتها الوطنية وتنشد نشيدها الوطني للتستر على واقع استعماري بغيض.
هذا التخرص الوقح لا يسيئ في الواقع الى علاقة بلدين ذات خصوصية متفردة فحسب ولكنه يكشف جانبا رئيسا من منظومة العلاقات الخارجية الجزائرية التي ترتكز على شراء المواقف وممارسة الضغوط الثقيلة على العواصم الأفريقية والقادة الباحثين عن الصفقات السريعة المربحة.
ولأن الانقلاب لم يذهب أبعد من خطوته الأولى المعاكسة لطموحات الشعب الغابوني في اقرار منظومة سياسية توافقية، سيتعين على موقع (ألجيري باتريوتيك) ومن يدفعونه الى الشطط والمغالاة وفبركة الوقائع أن يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن سفارة المغرب بليبرفيل ليست الا مقرا للحاكم العام المغربي المتستر وأن عاصمة الغابون لا توجد الا في الرباط وأن ما عدا ذلك باطل وقبض الريح.
لقد كنا نأمل أن تصبح المبادرة الملكية الأخيرة تجاه الجزائر فرصة لعودة الوعي الى الجار الشرقي ولكن يبدو أن بعض القائمين على الأمر هناك لا يريدون أن يصح الصحيح. وعلى كل فذاك شأنهم ولكن ينبغي عليهم أن يريحونا من تحمل عناء خلط السياسة بالخيال العلمي على غرار ما يفعله موقع (ألجيري باتريوتيك).