24ساعة ـ متابعة
شهد اجتماع جمع قادة حزب العدالة والتنمية، أمس الخميس، نقاشا حادا حول تقييم طريقة تشكيل حكومة العثماني، الذي اتهم بالتسرع وتقديم تنازلات في بضعة أيام، والتخوين من خلال الإيحاء بأن بنكيران من عرقل تشكيلها، حينما رفض دخول الإتحاد الإشتراكي من بوابة التحالف الرباعي.
وذكرت يومية “الصباح” في عدد نهاية الأسبوع، أن قادة العدالة والتنمية تبادلوا اتهامات بتقديم تنازلات كثيرة أثناء تشكيل الحكومة، بعد الإطاحة بعبد الإله بنكيران، الذي يوصف في دوائر القرار السياسي بـ”الرجل المزعج”، بسبب تسريبه لأسرار يفترض أن تبقى حبيسة مكتب رئيس الحكومة.
واحتدم النقاش بين قادة المصباح، في الإجتماع المذكور والذي دام لأزيد من خمس ساعات بالمقر المركزي للحزب بحي الليمون، بالرباط، خصصه القادة لتصفية الأجواء بينهم بعد عطلة الأمانة العامة التي تهربت من دعم الحكومة بشكل واضح عبر بلاغ وصرفته في موقف أشبه بالتحايل السياسي، من خلال التعبير عن مساندة الحكومة مساندة نصوحة وراشدة.
وأضافت الجريدة، أن صراخا سُمع من داخل قاعة اجتماع القادة وصل صداه إلى آذان الصحافيين الذين كانوا بالقرب من باب المقر، لخلاف حول طريقة تشكيل الحكومة، في الوقت الذي دافع العثماني عن نفسه، مستندا في ذلك ببلاغ الأمانة العامة الذي تجاوب مع بلاغ الديوان الملكي بعد إعفاء بنكيران، تفاديا للإصطدام مع القصر.
البلاغ الذي استحسنته السلطات العليا، على حد قول رئيس الحكومة، الشيء الذي منع الحزب من مغادرة الحكومة خلافا لملتمسات بعض القادة وأعضاء المجلس الوطني تفاديا لإحداث أزمة سياسية بالبلاد.
من جهة أخرى، نفى سليمان العمراني، نائب الأمين العام، في تصريح للجريدة، اتهام القادة لبعضهم البعض بالتخوين، خاصة بين بنكيران والعثماني ومصطفى الرميد، مضيفا أن النقاش كان فعلا حادا بين بعض المتدخلين من القادة، في بعض المناسبات لتبديد سوء الفهم في بعض القضايا، من خلال تقديم تفسيرات مقنعة لم تكن المناسبة متاحة لتقديمها جراء تأخر انعقاد الأمانة العامة لمدة طويلة.
وتابعت اليومية، أن بنكيران صرح للصحافة بأن النقاش كان حادا قائلا: “تحاورنا وتغاوتنا شوية، قبل أن ترجع الأمور إلى مجاريها”، فيما علق القادة على أحداث الحسيمة بأن المقاربة الأمنية لوحدها غير كافية، وأن الحزب ورئيس الحكومة تم تحميلهما ما لا طاقة لهما به، علما أن الحزب لا يسير 12 جماعة بالإقليم ولا يرأس الجهة، مؤكدين على أن هنالك أطراف في الدولة لا ترغب في وجود العدالة والتنمية في الساحة السياسية.
وفيما يتعلق بانتخاب بنكيران لولاية ثالثة، فقد انقسم البيجيديون بين من يريد التمديد له رغم إعفائه من رئاسة الحكومة وبين من يسعى إلى تشجيعه على الرحيل، في الوقت الذي أكد فيه بنكيران حينما كان رئيسا للحكومة، أنه لن يتنحى عن رئاسة الحزب، لكن ومع مغادرته للحكومة فُتح التنافس من جديد أمام الجميع علما أن الموقع الإلكتروني للحزب سبق وأن نشر مقالا تحت عنوان “بنكيران إرحل”، فسره العمراني في حديثه للصباح، بأنه ليس تهجما ولكن دفاعا عن بنكيران.