خرج آلاف الجزائريين في احتفالات بالعاصمة ومدن أخرى، بعد ساعات قليلة من إعلان رئيس البلاد عبدالعزيز بوتفليقة استقالته من منصبه.
وعمدت الشرطة إلى إغلاق محاور وطرق وشوارع؛ بسبب الاكتظاظ المروري الكبير، خصوصاً باتجاه ساحتَي البريد المركزي ومزريس أودان.
ورفع المحتفلون الرايات الجزائرية، ورددوا شعارات داعمة للجيش الجزائري، على غرار: «الجيش والشعب خاوة خاوة (إخوة إخوة).
كما ردَّد المحتفلون عبارة «إلى اللقاء يا بوتفليقة» في إشارة لوداع بوتفليقة.
وكانت العاصمة قد شهدت احتفالات محتشمة ضمت مئات المواطنين، خرجوا مباشرة بعد إعلان بوتفليقة استقالته؛ لتتوسع لاحقاً بتوافد آلاف المواطنين والسيارات.
طالبوا أيضاً بمحاسبة الفاسدين ورحيل رموز النظام
وخرجت عائلات بأكملها، ضمت نساء ورجالاً وأطفالاً وسط إطلاق لمنبِّهات السيارات.
وأفاد نسيم مشري، 31 سنة، موظف بشركة خاصة بالعاصمة، في حديث على هامش الاحتفالات، بأن «البلاد تعيش لحظات تاريخية، ومن غير المعقول أن يفوِّت فرصة الاحتفال».
لخَّص أحد المتظاهرين المشهد بقوله: ربحنا المعركة ولم نكسب الحرب بعد
وحسب مشري، فإن «حراك الجزائريين السلمي أمكن اليوم تسميته بالثورة لكن ربحنا معركة، ولم نكسب الحرب بعد»، في إشارة منه الى مواصلة النضال السلمي من أجل جمهورية ثانية.
كما أظهرت فيديوهات نُشرت على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» احتفالات لجزائريين بمحافظة تندوف بأقصى جنوب غربي البلاد على الحدود المغربية.
وردَّد المحتفلون شعارات داعمة للجيش الجزائري.
وبمحافظة قسنطينة (شرق)، ثالث كبرى مدن البلاد، تشكلت طوابير طويلة للسيارات، حسب فيديوهات نُشرت على شبكة فيسبوك.
وجاء إعلان بوتفليقة إخطاره المجلس الدستوري بتنحيه عن الحكم مباشرة بعد بيان لقيادة الجيش الجزائري يدعوه إلى التنحي الفوري استجابةً لرغبة الشعب.
والثلاثاء أعلن بيان للرئاسة الجزائرية أن بوتفليقة سيعلن استقالته قبل نهاية ولايته الرابعة في 28 أبريل/نيسان، وقبلها سيُصدر قرارات هامة، لم يذكرها، لكن قيادة الجيش والمعارضة رفضوا أي قرار منه، وطالبوه بالرحيل.
ومنذ إعلان ترشُّحه لولاية خامسة في 10 فبراير/شباط الماضي، بدأت احتجاجات شعبية في الجزائر توسَّعت يوم 22 فبراير/شباط إلى انتفاضة شعبية ما زالت متواصلة إلى اليوم.