سليمان أمري
في سابقة من نوعها، سيشارك المغرب و لأول مرة في أولمبياد المعلوميات التي سيتم تنظيمها هاته السنة في طهران بإيران من 28 يوليوز إلى غاية 4 من غشت. و تشرف على الفريق المشارك جمعية أمان – الجمعية المغربية للثقة الإلكترونية (Association Marocaine de Confiance Numérique – AMAN).
يعتبر أولمبياد المعلوميات IOI مسابقة دولية يشارك فيها تلاميذ من عدة ثانويات في أرجاء العالم يتميزون بإثقانهم و إبداعهم في مجال المعلوميات. و قد تمكن 4 تلاميذ من خيرة المغاربة في هذا المجال من التأهل لتمثيل المغرب عالميا بعد أن فازوا في المسابقة الوطنية التي شارك فيها 2155 تلميذ من 175 ثانوية. غير أن الطريق لم يكن سهلا على هؤلاء الأبطال من أجل المشاركة فعلا حيث كان عليهم اجتياز عائق لا يجتازه و ربما لا يعلم به أقرانهم في دول اخرى ألا و هو مشكل التمويل.
إن المشاركة في هاته المسابقة تستلزم مصاريف أهما ما يخص تذاكر السفر من الدار البيضاء إلى طهران و التي كانت في البداية تناهز 30000 درهم للفريق المكون من 4 تلاميذ و مدربين يرافقانهم. لكن مع صعوبة ضمان تمويل لهاته التكاليف استمر ثمن التذاكر في الارتفاع مع اقتراب الموعد و صَعُبت معه مهمة تحملها.
عَبْرَ الجمعية التي أشرفت عليهم و قامت بكل جهدها من أجل ضمان مشاركتهم، طرقوا باب الوزارة الوصية على قطاع التربية والتكوين والتعليم العالي غير أن هاته الأخيرة رفضت و السبب الحقيقي يبقى مجهولا إلى حد اليوم. خلف هذا الرفض استياء مرتادي شبكات التواصل الذين حاولوا فهم الأمر و دعم مشاركة المغرب عبر هاشتاغ #بغينا_المغرب_فأولمبياد_المعلوميات. لم يتغير موقف الوزارة بل بعد أيام صدر عن جريدة إلكترونية معروفة أن الوزارة ألغت مشاركة الفريق المغربي و أنها فعلت ذلك كونها تعتبر أن المشاركين ليسوا في كامل الاستعداد لمنازلة نظرائهم من الدول المشاركة. معلومة غير مؤكدة لكن عذرها أكبر من الزلة.
أوليس لهؤلاء الشبان الصغار الحق في أن يجربوا قدراتهم؟ أوليس لهم الحق في أن يقارنوها في مثل هاته التظاهرات مع أقرانهم من أجل تطويرها؟ أوليس لهم الحق أن يفخروا بتمثيل المغرب و أن يفخر وطنهم بهم؟ و ما المشكل إن لم يتفوقوا؟ أليست المشاركة مكسبا لهم و للمغرب؟ … و ماذا إن فازوا بميدالية في أول مشاركة؟ ماذا سيكون موقف مصادر المعلومة أو ما سماه مصدر الخبر بالقرار؟
لم تنته القصة عند هاته النقطة فمن يعيش في وطن ذو طاقات شابة لا يمكن إلا أن يحقق حلم هؤلاء الشبان. استماتة شباب المغرب عبر الجمعية و كذا شباب المواقع الاجتماعية دفعتهم إلى إطلاق حملة واسعة في مجموعات فايسبوكية كمجموعة “العقول المبدعة” و كذا مبادرات حرة في مواقع تواصل أخرى بالإضافة إلى حصانة إلكترونية تمكن أناس عديد من المساهمة عبرها. تكاتفت الجهود من عدة دول وراء هدف واحد: دعم الفريق الوطني و تشجيعهم من أجل أن يشاركوا في المسابقة العالمية رفقة دول عربية أخرى منها تونس، فلسطين، الاردن و سوريا.
و يذكر أن المساهمات لم تكن فقط من طرف مغاربة سواء القاطنين في المغرب أو خارجه بل كانت أيضا من طرف أناس ذو جنسيات مختلفة و هذا يدل على أن كل دول العالم و مواطنيها يتفقون على أن دعم الأجيال الصاعدة و الموهوبة ضرورة.
أختم بالتمني فللأسف على عكس باقى الدول لا تشارك فرَقُنا الوطنية في مختلف الأولمبيادات العلمية و المعرفية (كالفزياء و الكيمياء و قبل هاته السنة المعلوميات…) للسبب ذاته ألا و هو غياب الدعم و أتمنى أن يتغير هذا الوضع متسائلا إلى متى سيستمر؟
لست صحفيا و لا كاتبا… أنا فقط أعبر عما يجول في خاطري و همي في هذا الموضوع أن لا يفقد خلفنا الأمل فينا من نعومة أظافرهم لمثل الأسباب المذكورة. فكلنا نمني النفس أن نرى وطننا ممثٌلا في كل التظاهرات العالمية و كلنا نمني النفس أن يمثله خيرة شبابنا و أجيالنا الصاعدة.
في انتظار معلومات قادمة عن مشاركة فريقنا في هاته التظاهرة لا أنسى شكر القائمين على الفريق من جمعية أمان و الذين قاموا بجهد كبير لإيصال المغرب إلى المنافسة إضافة إلى كل من ساهموا في هاته الحملة و جعلوا الصعب سهلا و أعطوا لأبنائنا فرصة سيكون معها المغرب في الموعد.