توجه الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بسؤال حول وضعية الأحياء الجامعية في المغرب لكاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني وانعاش الشغل، العربي بن الشيخ، خلال جلسة مجلس المستشارين، التي عقدت أمس الثلاثاء 8 يوليوز الجاري. واتهم حزب “الميزان” رئيس المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية، إدريس بوعامي، بـ”التقشف والاستحواذ على كل شيء، لحرمان الطلبة غير القاطنين من التغدية، وغيرها من الاختلالات”.
وفي تعليق على وضعية الأحياء الجامعية، عبّر محمد بنساسي، رئيس اتحاد طلبة المغرب، في تصريح لجريدة “24 ساعة”، عن “امتعاضه الشديد لما تعرفه الأحياء الجامعية عبر ربوع المملكة من تهميش وإقصاء مقصود وممنهج على يدي مدير المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية”.
وانتقد المتحدث ما سماه “المزاجية والارتجالية المفرطة التي يعتمدها المسؤول عن تدبير الأحياء الجامعية، حيث وضع يده على دواليبها، في إقصاء تام للمديريين والاداريين، الذين يتواجدون في مواجهة مباشرة مع الطلبة، دون اختصاصات تأهلهم للاستجابة لمطالبهم، كما هو الشأن بالنسبة لمدير الحي الجامعي مولاي إسماعيل في الرباط، الذي جرده بوعامي، بمقتضى قرار، من جميع صلاحياته في بداية الموسم الجامعي 2016 -2017، وهذا ما يفسر التعطل الكبير والارتباك الخطير والعشوائية المهولة التي طبعت عملية استقبال وتسجيل وولوج الطلبة إلى الحي المذكور، بتعبير بنساسي.
وتساءل رئيس الاتحاد المذكور “كيف لنا أن نرتقي بخدمات الإدارة استجابة لخطاب العرش الأخير الذي انتقد فيه ملك البلاد تقاعس الإدارة في خدمة المواطنات والمواطنين، ونحن مازلنا نسند المسؤوليات والمناصب لأشخاص فاسدين لا كفاءة لهم، همّهم الوحيد هو امتلاك السلطة وتوظيفها لخدمة مصالحهم ومصالح من يدور في فلكهم؟”..
وأوضح المسؤول الطلابي أن “الأحياء الجامعية اليوم تعيش أسوأ حالاتها على مختلف الصعد والمستويات، انطلاقا من الاكتظاظ، الذي أضحى مشكلا حقيقيا أمام الطلبة ولم يتم بعد الإفراج عن العمارات الجديدة رغم جاهزيتها، بحيث أضحت الغرفة التي كانت في السابق مخصصة لطالبين تضم اليوم أربعة طلبة، وهكذا دواليك… في ظروف تدمع لها العين وتقشعر لها الأبدان، بالإضافة إلى الأسِرّة القديمة والمهترئة رغم وجود أخرى جديدة، إلا أن سراحها ما زال مرهونا بتأشيرة بوعامي، فضلا عن ضعف خدمات المطعم الجامعي، حيث ينعدم فيها الحد الأدنى لمعايير الجودة المتعارف عليها. أما حالة المستوصف الجامعي وظروف قاعة المطالعة فحدّث ولا حرج، رغم الميزانية الضخمة المرصودة لهذا الشأن”.
ومضى بنساسي متسائلا: “ألا يحق لنا كطلبة أن نتساءل عن منهجية وطريقة صرف هذه الميزانية التي لا نلمس أثرها على أرض الواقع؟”..
وطالب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وزيرَ التعليم العالي بـ”التدخل العاجل لوقف هذا النزيف والتفكير بشكل جدي ومستعجل في تدابير وإجراءات وبدائل حقيقية، كفيلة بإخراج الأحياء الجامعية من حالة الاحتقان التي تعيشها والنهوض بخدماتها، في انسجام تام مع شروط ومعايير الجود، خدمةً للجامعة ومحيطها”.