نعت القاصة حنان غزالي عماد العتابي، الذي توفي متأثراً بإصابته في الرأس خلال مسيرة 20 يوليوز في الحسيمة.
وقالت غزالي، في تدوينة نشرتها عبر حسابها الرسمي في “فيسبوك”: “لا تنسَ يا عماد أن تبوح للربّ بما يحصل للوطن”، قبل أن تتساءل: “بماذا تبوح يا عماد للربّ الآن؟”..
وأضافت توصيه: “لا تضع الرسالة التي أودعك مشيعوك إلى مثواك الأخير في جيب الربّ خلسة يا عماد. إن الرب سمّاع لكل مظلوم، والريف اليوم أثخن بالمظالم. أخبره يا عماد بأنك بالأمس، قبل أن تنالك اليد الغادرة، رقدت قبل أن تتناول وجبة العشاء، خرجت لأنك لم تكن جائعا إلا للحرية والكرامة، اُتل عليه شعاراتك التي كنت ترددها قبل أن يلجموك للأبد”.
وتابعت: “عماد، إن الرب ينصت، لا تخفِ عنه مصاب أمهات وزوجات المعتقلين في سجون الظلم. أخبر الله عن كل شهقة طفل أصابه هلع ركلة العسكر. أخبره يا عماد بأن رجلا نحيفا طويل القامة يلبس زيا عسكريا وأربعة معه سحلوك، بعد أن أصابوا صمودك، فارتطمت أحلامك بالأرض قبل أن يهوى عليها جسدك. أخبره بأن جرحا غائرا كان كفيلا بأن يحملك إليه، وبأن من سبقوك نسوا أن يأخذوا رسائلهم معهم”.
واسترسلت: “أخبره بأن جنازتك التي ذرف فيها الصغار ما تبقى من الأمل واعتصر قلوبهم الوجل، لا ينامون، لأنهم يخافون الظلام. أخبره بأن آثار أرجلهم الصغيرة البريئة وشمُ عارٍ على جبين الخائنين، وبأنهم أموات بين الأحياء يمشون، وطفل الست سنوات شاخ وذبل، وبأنهم يتوسدون الكوابيس”.
وأضافت: “لا تنس يا عماد أن تخبر الله أيضا بأنهم حملوك في تابوت مشمع بالأحمر، حرموا أمك من النظرة الأخيرة، حرموها من أن تشتم رائحتك التي اشتاقت إليها منذ سرقوك على متن مروحية. أخبره بأن والدك منفطر القلب، لم يستطع أن يطبع على جبينك قبلة الرضى والوحشة”، قبل أن تختم تدوينتها قائلةً: “أخبره عن كل شيء، عن كل ما يعلم، ولا تخبره فقط عن الطغاة الجلادين القتلة”.