بعد أن دخل عبد الإله بن كيران في زمرة السياسيين الذين انتقد خطاب العرش سلوكهم المتهافت على المناصب والامتيازات، يبدو أنه لم يسلم مجددا من لسعة قاسية وجهها له خطاب ثورة الملك والشعب. فحين قال الملك “أما الذين يعرفون الحقيقة ويروجون المغالطات بأن المغرب يصرف أموالا باهظة على إفريقيا بدل صرفها على المغاربة فهم لا يريدون مصلحة البلاد”، كان بن كيران أول من تبادر الى أذهان الباحثين عن أولئك الذين لا تهمّهم مصلحة البلاد.
وحتى لا يصبح هذا الاستنتاج عشوائيا ومغرضا، يكفي أن نتذكر ما قاله بن كيران خلال الدورة العادية للمجلس الوطني للاتحاد الوطني للشغل، التابع للعدالة والتنمية، عندما بلغ “البلوكاج” حينذاك يومه الثلاثين بعد المائة. في ذلك اليوم قال وهو رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة أخرى: “لا يمكن يْمشي الملك ديالنا يفرّج الكربات ديال الشعوب الإفريقية ونْهينو الشعب المغربي.. هادي إهانة للشعب المغربي إذا لم نحترم إرادته الحقيقية”.
وإذا كانت نهاية هذا الكلام المطلق على عواهنه تتعلق بكواليس “البلوكاج” والتمسك بحق العدالة والتنمية في رئاسة وتشكيل الحكومة، فإن اشارة رئيس الحكومة السابق إلى “تفريج الكربات” تتضمن إيحاء بصرف أموال باهظة في غير موضعها.
ولآن محمد السادس لا يمكن أن يخص الجزائريين وسائر أعداء المغرب بهذه الإشارة، لعلمه بأنهم آخر من تهمّهم مصلحة البلاد، يبقى بن كيران أولَ المعنيين بها، على اختلاف القراءات أو التويلات.