اعتقلت مصالح الأمن، قبل قليل، المراهقين الأربعة المتورطين في عملية اغتصاب جماعي داخل حافلة للنقل العمومي في الدار البيضاء لفتاة تعاني من إعاقة ذهنية. ويتعلق الأمر، حسب المعلومات الأولية المتوفرة، بأربعة شبان يقطنون بحي “البرنوصي” في الدار البيضاء، وهم أفراد عصابة اعتادوا على تنفيذ سرقات داخل الحافلات.
وقد حاول أحد المراهقين الفرار من قبضة الأمن أثناء إلقاء القبض عليه عبر محاولة الفرار عبر أسطح المنازل المجاورة لمسكنه، لكن رجال الشرطة تمكنوا من إيقافه في الأخير رغم الصعوبات التي واجهوها في سبيل ذلك. وقد اقتيد الموقوفون الخمسة إلى مركز الشرطة للتحقيق معهم في هذه النازلة التي خلّفت ردود أفعال غاضبة وسط فئات واسعة من المغاربة.
وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا بكثافة، وبتعليقات وتحليلات “غاضبة”، بدايةً من أمس الأحد، شريط فيديو تظهر فيه مجموعة من المراهقين يعتدون جنسيا على مراهقة داخل حافلة للنقل العمومي في الدار البيضاء، فيما تولى “زعيم” هؤلاء المراهقين تصوير عملية “الاغتصاب” المقرفة.
وممّا زاد في تأجيج غضب المتفاعلين مع هذه الواقعة المفجعة، التي تم خلالها تجريد المراهِقة من كل ملابسها العلوية والاعتداء عليها، أن أطوارها جرت داخل حافلة للنقل العمومي لم يُحرّك سائقها ساكناً لمحاولة وقف الاعتداء.
وتنوعت ردود فعل المستنكرين لهذا الفعل الإجرامي بين من رأى فيه انعكاسا ونتيجة للفشل الذريع لمنظومتَي الأسرة والتعليم، فيما ذهب آخرون إلى المطالبة بالإيقاف الفوري لكل المراهقين المعتدين، الذين ظهرت وجوههم مكشوفة وواضحة تماماً في الفيديو المصور، وإيداعهم إصلاحيةَ الأحداث، مع إنزال أقصى العقوبات في حقهم، ومنها الأشغال الشاقة المؤبدة؛ بل إن بعض الغاضبين ذهبوا إلى حد المطالبة بإعدام كلّ من شاركوا في عملية الاعتداء.
يشار إلى أنّ هذه الجريمة تأتي في سياق تواتر صور وفيديوهات الاعتداءات على مواطنين في الشارع العام من قبَل منحرفين و”مْشرملينْ” صارت مواقع التواصل الاجتماعي تعجّ بصور اعتداءاتهم المتكررة بكيفية مخيفة على مواطنين من أجل سلبهم ممتلكاتهم بالقوة، مع ما يصاحب هذه الاعتداءات من إصابات مرعبة للضحايا نتيجة استعمال مختلف أنواع الأسلحة البيضاء، وسط غياب “محير” للأمن، ما يضع هذه الظاهرة المقلقة تحت مجهر النقد والمساءلة.