لقي مسافر حتفه، يوم السبت الماضي في محطة القطار “كازا فواياجور”، بعد أن ظل ينتظر القطار لأزيدَ من ثلاث ساعات داخل المحطة المذكورة. ولم يصل القطار، المفترَض أن يكون داخل المحطة في الخامسة صباحا، إلا في حدود الثامنة، ما لم يتحمّله المسافر المريض، الذي أغمي عليه، قبل أن يفارق الحياة.
وذكر شهود عيان حضروا واقعة الوفاة أن المسافر، وهو مريض بالسكري، ظلّ، بين الفينة والأخرى، يسأل هل هناك من مسؤول يمكنه أن يتواصل مع المسافرين ويشرح لهم ما يحدُث، دون جدوى. وفي ظل غياب أي محاوَر بدأ هذا المواطن يفقد صبره تحت ضغط مرضه إلى أن خرّ ساقطا أرضا. وقد حاول بعض المسافرين تقديم المساعدة فقاموا بقياس نسبة السكر في دمه فاكتشفوا أنها وصلت 3 غرامات. كما اكتشفوا أنه يستعمل جهازا لمراقبة عمل القلب، وإن هي إلا لحظات حتى فارق الرجل الحياة وسط بكاء زوجته، التي لم تجد أمامها سوى التوسل إليه ألا يفارقها، لكنّ القدَر شاء له أن يغادر الحياة بهذه الطريقة المؤلمة
وقد خلّف الحادث موجة استياء عارمة وسط المسافرين الذين حضروا وقائعها، والذين استنكروا “استخفاف” إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية بزبائنه، الذين صار تأخّر القطارات بالنسبة إليهم روتينا يوميا، فيما صار الوضعُ الشاذ، بتعبيرهم، هو أن يحضر أحد هذه القطارات في موعده.
وقد حثّ بعض من حضروا هذه الواقعة المفجعة زوجة الهالك على تقديم شكاية بالمكتب الوطني للسكك الحديدية ومديرها العام من أجل رد الاعتبار والتعويض عما أصابها من جراء وفاة زوجها بسبب التأخير وعدم توفر الإسعافات الطبية الأولية في عين المكان. فهل سيُفتح تحقيق في هذه النازلة ويقول القضاء كلمته؟ أم سيكون حدثاً “عابرا” آخر سرعان ما ستطويه صفحة الزمان وتضيفه إلى غيره من ملفات استهتار هذه المؤسسة بزبائنها، رغم أنّ هذا الاستهتار تسبّب هذه المرّة في وفاة هذا المواطن؟