حوراء استيتو – الرباط
عقب الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس لدولة جنوب السودان اصدر الجانبان بيانا مشتركا يوضحان من خلاله نتائج هذه الزيارة التي جاءت بدعوة من رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت، خلال يومي 1 و2 فبراير 2017 الجاري.
و حسب البلاغ المشترك الذي اصدره البلدان فقد “حدد قائدا البلدين،عددا من المجالات التي من شأنها إعطاء الزخم المنشود لتطوير العلاقات بين البلدين، كما عبرا عن عزمهما الراسخ على النهوض بتعاون جنوب-جنوب رابح-رابح، ومنتج للثروة، بما في ذلك من خلال إرساء آلية ثلاثية من أجل تعبئة التمويلات المخصصة للتنمية الدولية والخبرة الضرورية لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين إطار عيش الساكنة المحلية، في وقت تسعى فيه جنوب السودان إلى رفع التحديات”.
كما ترأس قائدا البلدين حفل التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات جوهرية. حيث “أشرف الملك محمد السادس و الرئيس سلفا كير ميارديت على حفل التوقيع، على اتفاقية تهم تشييد مدينة رامسييل الجديدة. وتغطي باقي الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مجالات الفلاحة والطاقة والمعادن والهيدروكاربورات والصناعة والاستثمار وتجنب التهرب الضريبي والتكوين المهني والشراكة الاقتصادية بين أوساط الأعمال. وتفتح هذه الاتفاقيات آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين في المجالات السالفة الذكر”.
وفي هذا الصدد، أكد الملك للرئيس سلفا كير” استعداد المغرب لتقاسم خبرته مع جنوب السودان في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بهدف المساهمة في استقرار وتنمية هذا البلد الفتي”.
كما نوه الملك محمد السادس بالدعوة التي أطلقت مؤخرا من قبل الرئيس سلفا كير ميارديت، من أجل حوار وطني، واصفا إياها “بالمبادرة الجريئة لتحقيق هدف الاتحاد الإفريقي من أجل إسكات صوت الأسلحة بحلول 2020 وخلق جو من الاستقرار والتنمية والرخاء في جنوب السودان”.
و خلال هذه الزيارة، ترأس الملك محمد السادس و الرئيس السيد سلفا كير ميارديت، حفل تدشين وإطلاق العديد من مشاريع التنمية البشرية التي يشرف عليها المغرب بجنوب السودان، “وهو ما يعكس بشكل جلي تضامن المغرب مع شعب جنوب السودان”.
وفي هذا الصدد، أشرف قائدا البلدين رسميا على تدشين المستشفى الطبي والجراحي الميداني التابع للقوات المسلحة الملكية المقام بجوبا بهدف تقديم خدمات طبية لفائدة ساكنة جنوب السودان”.
و ذكر البيان المشترك أن قائدي البلدين قاما بزيارة مستودع للمساعدة الإنسانية التي منحتها المملكة المغربية. وبهذه المناسبة، قام الملك محمد السادس بتوزيع كميات من هذه المساعدات على عدد من الأشخاص النازحين داخليا.
و سلم ملك المغرب للمستشفى الرئيسي لجوبا هبة عبارة عن مواد وأجهزة طبية، تفضلت بمنحها مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة.
و بحسب المصدر ذاته ” فبعد أن اعتبر مسألة الصحراء مختلفة في تركيبتها وطبيعتها القانونية والسياسية عن قضية جنوب السودان، اقر الرئيس سالفا كير ميارديت بجهود الأمم المتحدة الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي لهذا الخلاف الإقليمي حول الصحراء. كما أشاد الرئيس بالجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب”.
من جهة أخرى، هنأ الرئيس سالفا كير مايارديت الملك محمد السادس على عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي ورحب بالدعم الذي حظيت به المملكة من لدن أغلبية ساحقة من البلدان الافريقية. وفي هذا الاطار ، أبرز الرئيس سالفا كير مايارديت دور المغرب ومساهمته الفعلية من أجل التنمية والوحدة والاستقرار في القارة.
وفي ختام الزيارة الملكية يقول البلاغ ، “وجه الملك محمد السادس دعوة إلى فخامة الرئيس سالفا كير مايارديت للقيام بزيارة رسمية للمملكة المغربية. ووافق الرئيس على تلبية هذه الدعوة والتي سيتم تحديد تاريخها عبر القنوات الدبلوماسية”.