عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط
هي واحدة من المؤسسات الوطنية الرائدة التي سطع نجمها في زمن الكورونا، لما تبذله من جهود أمنية تروم الحفاظ على أمن المملكة وسلامة وطمأنينة المواطنات والمواطنين، لاسيما في ظل الظروف الصحية التي تمر منها بلادنا بسبب فيروس كورونا المستجد.
إنها مصالحنا الأمنية المغربية، تتقدمها مديرتي الأمن الوطني، ومراقبة التراب الوطني، اللتان تنخرطان اليوم وتتزعمان الجبهة الأمامية لمحاربة الفيروس إلى جانب أطرنا في الصحة وفي الداخلية، متجردين لخدمة وطننا الحببب بكل تفان منقطع النظير، وبكل الحزم والجدية اللازمين، ضمانا لنجاح جهود الحد من هذا الوباء الخبيث.
فمديرهما السيد عبد اللطيف الحموشي، منذ أن شارك في جلسة العمل الملكية التي خصصت لتتبع تدبير انتشار وباء فيروس كورونا ببلادنا، التي ترأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بالقصر الملكي بالدار البيضاء في الأيام الماضية، لم يغمض له جفن، ولما لا وهو الذي لقب دوليا لسمعته الأمنية العالية ب”حارس المملكة وكاتم أسرارها”.
لقد حظي هذا الرجل الذي يفضل الاشتغال خارج دائرة الأضواء، بتتويجات دولية، حصل على أعلى وسام تمنحه الجارة إسبانيا، وسام الصليب الأكبر للاستحقاق للحرس المدني، تتويج عكس بحسب المراقبين، التقدير الذي كان وسيظل لدى الرجل داخليا وخارجيا ليصبح من بين أكثر الأسماء الأمنية المغربية المتوجة بأوسمة دولية رفيعة المستوى، أكسبت هذه المؤسسة الوطنية سمعة دولية.
منذ الانفتاح الذي أصبح لمؤسستنا الأمنية على محيطها، وتدشين أبوابها المفتوحة، بات المواطنات والمواطنون، يشعرون بفضل السيد الحموشي، أن منسوب ثقتهم واحترامهم، للمصالح الأمنية زاد وارتفع، كيف لا وهو الشخصية المحترمة التي جمعت في رصيدها ومسارها المهني، كفاءة عالية استحق عليها تتويجا عالميا لمرات عديدة من إسبانيا وفرنسا.
دائم الاستعداد لخدمة الملك، كتوم، جدي، فائق الذكاء، صارم، وذو خبرة”، بهذه الأوصاف، قدمته أسبوعية “جون أفريك” في إحدى تقاريرها الصحفية السابقة، حين وقفت المجلة عند مناقبه المهنية، التي أهلته أن يحظى بالثقة المولوية ويجمع بين منصبين أمنيين، حساسين “بشكل غير مسبوق” في التاريخ الأمني بالمغرب.
ونقلت الأسبوعية ذاتها عن مقربين من السيد الحموشي، إنه “معروف عنه التزامه وتفانيه في العمل، لم يحصل على عطلة منذ عشرين سنة، باستثناء عدة أيام حصل عليها غداة شهر رمضان، والتي توجه فيها إلى الديار المقدسة من أجل القيام بالعمرة رفقة عائلته”.
لن يكون السيد الحموشي الذي يقود نساءه ورجاله مجهودات مميزة في الحملة على الوباء، ليحظى بسمعة عالمية، بفضل حصيلة عمله على رأس هاتين المديريتين، ولا على التقدير الكبير من الدول، ووسائل الإعلام، لو لم يكن متفانيا في خدمة الوطن، حريصا على بناء جسور الثقة بين المغاربة ومؤسساتهم الأمنية، فمنجزاته الأمنية في السنوات القليلة الماضية، تكشف مجلة جون أفريك على لسان أطر المديرية العامة للأمن الوطني، بعد تعيين الحموشي على رأس المديرية تغيرت الأمور، إذ “أصبح شعارنا: عدم إخفاء أي شيء عن الرأي العام باستثناء ما هو محرم قانونا، في حين أنه في السابق كان الشعار هو عدم الإخبار إلا بالحد الأدنى الذي ينص عليه القانون”.
منذ تعيينه في شهر دجنبر 2005 من قبل الملك محمد السادس على رأس المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ترك عبد اللطيف الحموشي بصمته على صورة وممارسات هذه المؤسسة، فزمن “الاختفاءات القسرية والاستنطاقات باستعمال العنف في الأقبية المظلمة ولى إلى غير رجعة! فالمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني تبدو اليوم كمؤسسة عادية” تؤكد جون أفريك في تقريرها الصحفي.
لقد عرفت الشرطة المغربية تحولا عميقا تحت إدارة الحموشي. ومن بين إنجازاته، تذكر جون أفريك، على سبيل المثال مباراة التوظيف التي “تغيرت رأسا على عقب. بدءا من الإعلان عن المباراة حتى تصحيح الاختبارات. فقد تم تغيير مباريات التوظيف من أجل ضمان تكافؤ الفرص والقطع مع ممارسات الزبونية أو الغش”.
السمعة المشرقة للسيد عبد اللطيف الحموشي، في خدمة الوطن، جعلت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، تحاول استقطابه. يحكي أحد مقربي عبد اللطيف الحموشي لجون أفريك أن “جورج تينيت (مدير الوكالة ما بين 1997 و2004) اقترح عليه الجنسية الأمريكية ومنصبا ساميا. غير أن الحموشي رد عليه قائلا: “ولدت مغربيا وسأبقى وأموت مغربيا”.
لقد رأينا كيف انخرطت الأجهزة الأمنية بمختلف مصالحها منذ ظهور هذا الوباء المستجد، في محاربة الأخبار الزائفة، فلم تتوانى عن الضرب، بقبضة من حديد، على يد كل من ثبت تورطه في الترويج لإدعاءات أو مغالطات من شأنها المس بالأمن الصحي والنظام العام. وأسفرت العمليات التي باشرتها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني للتصدي للأخبار الزائفة، عن توقيف العديد من الأشخاص، وفتح أبحاث قضائية في حق آخرين، وإيداع أشخاص تحت الحراسة النظرية، وذلك للكشف عن كل الخلفيات المحيطة بنشر أي إشاعة كاذبة من شأنها المساس بأمن وسلامة المواطنين.
ليس من المستغرب إذن، أن يقرر السيد عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المساهمة ب 40 مليون درهم لفائدة الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا، وتنخرط مؤسسته الوطنية في إطار التعبئة العامة لتدبير تداعيات وآثار وباء كورونا المستجد، قرار يبرز انخراطا لافتا لهذه المؤسسة في تنزيل ودعم الجهود الوطنية التي اعتمدتها المملكة، بقيادة الملك محمد السادس، وتكريسا لقيم التضامن والتكافل التي ينص عليها دستور المملكة، بشأن تحمل الجميع وبصفة تضامنية التكاليف الناتجة عن الأعباء الناجمة عن الآفات والكوارث المختلفة، لتشدد هذه المؤسسة أيضا على تعبئة جميع مواردها وطاقاتها البشرية واللوجيستيكية لضمان أمن وسلامة المواطنات والمواطنين، وخدمة قضايا أمن الوطن، بما يفرضه ذلك من تضحية وتفان ونكران للذات، وذلك استلهاما وتنفيذا للتوجيهات الملكية.
هي إذن مؤسسة وطنية يستحق كل نساءها ورجالاتها، التنويه، بالدور الكبير التي تقوم به في مواجهة تداعيات انتشار فيروس “كورونا”، والحرص على تطبيق تدابير الوقاية من خلال تفعيل قرارات السلطات القاضية بتنفيذ الحجر الصحي، فقد بادر السيد الحموشي مشكورا قبل أيام بتنويه رجال الأمن، مشيدا بتضحياتهم ونكرانهم للذات، وانخراطهم اللامشروط في الحرص على سلامة المواطنين، وتفعيل قرارات المديرية العامة للأمن الوطني، المرتبطة بمواجهة انتشار فيروس “كورونا” المستجد، لأن كل ما باتت تقوم به هذه المؤسسة الأمنية، أضحى من المؤشرات الإيجابية في نظر المتتبعين لمسارها المهني، وعلى حسن تدبير الأزمة الحالية التي خلفها الوباء، بفعل التنسيق الأمني المحكم الذي يروح الحد من تداعيات هذا الوباء، وهو ما نجحت فيه هذه المؤسسة الوطنية بامتياز، فتحية تقدير واحترام للسيد عبد اللطيف الحموشي ولكافة أطر وكفاءات المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، على جميل صنيعهم وتفانيهم في خدمة الوطن تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط : رئيس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية