24 ساعة – متابعة
لليلة السادسة على التوالي حصلت مواجهات بين متظاهرين ورجال الشرطة في مدن أمركية تخللتها أعمال نهب، وقال مراسلو وكالة فرانس برس إنّ الغاز المسيل للدموع استُخدم لتفريق حشود الناس الذين تجمّعوا خارج البيت الأبيض وهم يهتفون ويشعلون النيران ويحملون لافتات احتجاجيّة على مقتل جورج فلويد المواطن الأمريكي من أصل أفريقي.
ونقلت شبكة “سي.إن.إن” الإخبارية الأمريكية اليوم الاثنين(فاتح يونيو حزيران 2020) عن مصادر أمريكية مسؤولة القول إن الرئيس دونالد ترامب نُقل إلى قبو البيت الأبيض المُحصن (مركز عمليات الطوارئ)، وذلك مع تجمع المتظاهرين من أجل جورج فلويد خارج البيت الأبيض الجمعة الماضية.
وكشف مسؤول بالبيت الأبيض ومصدر أمني أنه تم “نقل الرئيس ترامب لفترة وجيزة إلى مخبأ تحت الأرض بالبيت الأبيض لفترة من الوقت، الجمعة الماضية”، وأضافا أنه “مكث في المخبأ لمدة أقل من ساعة قبل أن يصعد للأعلى مجددا”.
وقال المصدر الأمني ومصدر آخر مُطلع على الحدث إن زوجة الرئيس ميلانيا ترامب وابنهما بارون تم نقلهما إلى المخبأ أيضا.
ودعا قادة محليون المواطنين إلى التعبير عن غضبهم إزاء وفاة جورج فلويد في مينيابوليس، بشكل بنّاء فيما فرض حظر تجول ليلي في عدة مدن بينها واشنطن ولوس أنجليس وهيوستن.
وحاولت شاحنة صهريج شق طريقها الأحد بين آلاف المتظاهرين على جسر في وسط مينيابوليس في مينيسوتا، وهو الأمر الذي استدعى تدخلا لعدد كبير من عناصر الشرطة.
وأصيب سائق الشاحنة بجروح لكنّ حياته ليست في خطر، وقد نُقل إلى مستشفى ومن ثمّ تمّ توقيفه. وقال حاكم ولاية مينيسوتا تيم وولز في مؤتمر صحافي إنّ السائق سيُواجه ملاحقات جنائيّة. وأضاف “حتّى هذه الساعة، لا نعرف دوافعه”، مقرّاً بأنّ الوضع كان يمكن أن يكون دراماتيكيّاً. وأضاف ان الشاحنة “بدا أنّها تحوي مادّة قابلة للاشتعال أو سامّة “، واصفاً عدم وقوع مأساة او سقوط قتلى بأنه “أمر لا يُصدّق”.
وهذه التظاهرة التي خرجت احتجاجاً على وفاة جورج فلويد بأيدي الشرطة، انطلقت من الكابيتول في سانت لويس حيث مقرّ برلمان مينيسوتا. واتّجهت التظاهرة التي ضمّت نحو ألفَي شخص، في أجواء سلميّة، نحو وسط مينيابوليس.
وعلى طول الطريق، أغلقت الشرطة وعناصر من الحرس الوطني الطُرق المحيطة لتأمين الموكب.
ولم يتّضح في البداية كيف أمكن لسائق الشاحنة الاقتراب من المتظاهرين. وبينما كان المتظاهرون يعبرون جسرا على طريق سريع، تقدَّم الرجل بشاحنته باتّجاه الحشد.
وقال شاهد لقناة “كاي إس تي بي” المحلّية إنّ متظاهرين ألقوا درّاجاتهم تحت شاحنته في محاولة لإيقافه. وأضاف الشاهد “بدا مستاءً، وأطلق أبواق شاحنته وواصل التقدُّم”.
و زار المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن الأحد موقعاً يحتج فيه مناهضون للعنصرية، في ولاية ديلاوير، قائلاً إن الولايات المتحدة “تتألم”. وكتب بايدن في تويتر “نحن أمة تتألم الآن، ولكن يجب ألا نسمح لهذا الألم بتدميرنا”.
ودارت مواجهات في أكثر من عشرين مدينة بينها لوس أنجليس وشيكاغو وأتلانتا، ما دفع السلطات في هذه المدن إلى فرض حظر تجول ليلياً، في حين استدعت ولايات عدة قوات الحرس الوطني للمساعدة في السيطرة على الاضطرابات الأهلية التي لم تشهد الولايات المتحدة مثيلا لها منذ سنوات.
ومن سياتل إلى نيويورك تظاهر عشرات الآلاف للمطالبة بتوجيه تهمة القتل العمد وتوقيف آخرين في قضية فلويد، الذي قضى اختناقا بعدما ثبّته الشرطي الأبيض ديريك شوفين على الأرض بساقه.
وفي لوس أنجليس أطلق عناصر الأمن الأعيرة المطاطية واستُخدمت الهراوات لتفريق متظاهرين أحرقوا سيارة تابعة للشرطة.
وفي مدن عدة بينها نيويورك وشيكاغو وقعت مواجهات بين المحتجين والشرطة التي استخدمت رذاذ الفلفل ردا على رشقها بمقذوفات، في حين تم تكسير الواجهات الزجاجية لمحال عدة في فيلادلفيا.
وكتب الرئيس دونالد ترامب في تغريدة “تهاني للحرس الوطني على العمل الرائع الذي قاموا به عند وصولهم فورا الى مينيابوليس” مضيفا “يجب الاستعانة بهم في ولايات أخرى قبل أن يفون الأوان”.
وأعلن البنتاغون أنه تمت تعبئة حوالي خمسة آلاف عنصر من الحرس الوطني في 15 ولاية وكذلك في العاصمة واشنطن مع تجهيز ألفين آخرين احتياطيا.
وكان الرئيس الأميركي اتهم اليسار المتطرّف بإثارة أعمال العنف التي شملت النهب وإشعال الحرائق. وقال ترامب الذي دان مرات عدة الموت “المفجع” لجورج فلويد، إن المتظاهرين يلحقون العار بذكرى الرجل.
واعتبر أنه “يجب علينا ألا نسمح لمجموعة صغيرة من المجرمين والمخربين بتدمير مدننا”. ونسب حالة الفلتان إلى “مجموعات من اليسار الراديكالي المتطرف” وخصوصا المعادين للفاشية.وأعلنت كيشا لانس بوتومز عمدة مدينة أتلانتا فصل ضابطي شرطة بعد أن أظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي استخدامهم العنف اثناء اعتقال طالبين جامعيين مساء يوم السبت.
ووصفت لانس بوتومز الفيديو بأنه “مزعج للغاية”، وقالت إنه “من الواضح أن هناك استخدام مفرط للقوة”. وقالت بعد مراجعة لقطات كاميرات الشرطة إن “استخدام القوة المفرطة أمر غير مقبول على الإطلاق”. ويُظهر مقطع الفيديو ضباط الشرطة وهم يقتربون من سيارة الطلاب، ويحطمون نافذة السائق ويضربوهم قبل اجتذابهم بعنف من السيارة.
في السياق نفسه، عبّر مايكل جوردان أسطورة كرة السلة الأمريكية عن حزنه وغضبه بعد وفاة جورج فلويد، مؤكداً أن قلبه مع عائلة فلويد وكل من توفى بمثل هذه التصرفات العنصرية.
وتسبب قضية وفاة فلويد في مظاهرات خارج الولايات المتحدة أيضا لا سيما كندا وبريطانيا.