نشر بشراكة مع DW العربية
خلال احتفال تسليم الشهادات لخريجين جدد في أكاديمية “ويست بوينت” العسكرية المرموقة قرب نيويورك، سعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تهدئة الجدل مع وزارة الدفاع (البنتاغون)، وذلك في وقت يتهم فيه بالسعي لتسييس الجيش.
واستعمل ترامب في خطابه لهجة رسمية بعيدة عن الأسلوب الهجومي، الذي تعامل به مع التظاهرات ضد العنصرية والعنف الأمني خلال الأسابيع الأخيرة، والذي دفع مسؤولين في البنتاغون إلى إبداء رفضهم للخطاب الصادر عن الرئيس.
وقال ترامب أمام 1107 من الضباط التلاميذ إن “الجيش كان في الخط الأول لإنهاء مظلمة التمييز” خلال الكفاح من أجل الحقوق المدنية في الستينيات. وأشار الرئيس إلى الحركة الاحتجاجية الكبيرة التي تهزّ البلاد منذ وفاة المواطن جورج فلويد على أيدي شرطي أبيض أثناء إيقافه نهاية ماي.
وكان ترامب قد هدد بنشر الجيش لاستعادة “القانون والنظام” عقب عدة تظاهرات عنيفة وحوادث نهب في مدن أميركية.وعارض وزير الدفاع مارك إسبر، وهو بنفسه خريج أكاديمية “ويست بوينت”، الأسبوع الماضي نشر الجيش بمواجهة المتظاهرين. وكذلك أعرب رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك مايلي الخميس عن ندمه لوقوفه بزيه العسكري إلى جانب الرئيس بعد التفريق العنيف للتظاهرات قرب البيت الأبيض.
“ننهي عصر الحروب التي لا تنتهي”
وقال الرئيس ترامب، الذي تعرض لانتقادات في الأيام القليلة الماضية لخططه سحب آلاف الجنود الأمريكيين من ألمانيا، لخريجي أكاديمية وست بوينت إن مهمتهم ستكون الدفاع عن “المصالح الحيوية لأمريكا” وليس خوض قتال “في حروب لا تنتهي” في أراض بعيدة. وأضاف في كلمته التي ألقاها في بداية الاحتفال بالأكاديمية أن وظيفة الجندي الأمريكي ليست إعادة بناء الدول الأجنبية بل “الدفاع والدفاع بقوة عن بلدنا من الأعداء الأجانب”. وأضاف: “نحن ننهي عصر الحروب التي لا تنتهي”.
وقبل خطابه، حذر خريجون من أكاديمية “ويست بوينت” التي تلقى فيها العديد من المسؤولين العسكريين والحكوميين الأميركيين تكوينهم، الخريجين الجدد في رسالة مفتوحة من “أي إذعان أعمى” للأوامر، مذكرين بالخطر الذي يشكله “الطغاة”.
وفي الرسالة، ذكّر 400 خريج سابق من الأكاديمية يمثلون كافة الأجيال وخدموا في عشر إدارات سابقة بأن “تسييس القوات المسلحة يضعف الرابط بين الجيش والمجتمع الأميركي”.
يذكر أن ترامب أرجأ تجمعا انتخابيا مثيرا للجدل يوما واحدا، بعدما كان من المقرر أن يقام بالتزامن مع ذكرى إنهاء العبودية في الولايات المتحدة. وكان من المتوقع أن يشهد تجمع “فلنجعل أميركا عظيمة من جديد” في تلسا في ولاية أوكلاهوما عودة ترامب إلى فعاليات حملته الانتخابية، لكنه قال على تويتر إن الحدث تأجل “بدافع الاحترام” لعطلة 19 يونيو. وفي تغريدة لاحقة، أوضح أنّ اجتماع حملته سينعقد في اليوم التالي، السبت 20 حزيران/يونيو. وانتقد البعض اختيار ترامب لتلسا، التي سبق وشهدت بعض أسوأ أعمال الشغب العرقية في تاريخ الولايات المتحدة،.