24 ساعة – متابعة
ألغت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أمس الاثنين ترخيص الاستخدام الطارئ لعقار الملاريا هيدروكسي كلوروكين كعلاج لكوفيد-19، رغم كل الحماسة التي أبداها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه هذا العقار، والتي وصلت حدّ إعلانه أنه يتناول العقار، لأجل الوقاية من كورونا.
وقالت إدارة الغذاء والدواء إنه لم يعد ممكنًا بناءً على ما استجد من أدلة الاعتقاد بأن تركيبات هيدروكسي كلوروكين وعقار كلوروكين المرتبط بها فعالة في علاج المرض التنفسي الذي يسببه الفيروس. ويأتي قرار الإدارة الأمريكية بعد أن أشارت عدة دراسات على الدواء إلى أنه غير فعال بما في ذلك تجربة كبيرة هذا الشهر أظهرت أنه فشل في منع إصابة أشخاص تعرضوا للفيروس.
وقال دينيس هينتون، كبير العلماء بإدارة الغذاء والدواء في رسالة: “قد لا يكون هذا الدواء فعالا في علاج كوفيد-19 الفوائد المحتملة للدواء لمثل هذا الاستخدام لا تفوق المخاطر المعروفة والمحتملة”.
وأعلن ترامب شهر مارس أن الولايات المتحدة “صادقت” على استخدام هذا العقار لمعالجة المصابين بفيروس كورونا المستجد، غير أن إدارة الأغذية والأدوية ردت بالقول إنها صادقت على العقار لأجل معالجة الملاريا والتهاب المفاصل، وليس فيروس كورونا.
وأدى إعلان ترامب عن تناوله لعقار الكلوروكين إلى انتقادات واسعة، إذ ندد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر بتصريحات ترامب “الخطيرة”، موضحاً لقناة “أم أس أن بي سي” أن “ذلك يعطي الناس آمالاً خاطئة… وقد يضعهم بخطر أيضاً”، ما دفع بترامب للتراجع عن علاجه “السحري”.
وتعتمد بعض الدول عقار الكلوروكين لعلاج المصابين بفيروس كورونا، ومنها الجزائر وتركيا والأردن والمغرب والبرتغال والبرازيل واليونان، فيما علقت دول أخرى كفرنسا استخدامه، بينما لم تتحمس له بلدان كثيرة منذ البداية.
وكانت دراسة ضخمة عبر مجلة “ذي لانست” قد خلصت بعد تحليل بيانات حوالي 100 ألف مريض عبر العالم إلى أن الهيدروكسي كلوروكين لم يظهر أي فعالية في مواجهة الفيروس، بل أنه فاقم خطر الوفاة لدى المرضى، ما دفع بمنظمة الصحة العالمية إلى تعليق التجارب حول العقار، لكن المجلة سحبت الدراسة لاحقا بعد اكتشاف أن البيانات مشكوك في مصداقيتها.