نشر بشراكة مع DW العربية
في سابقة من نوعها ستسمح السعودية لنحو ألف شخص فقط لأداء فريضة الحج هذا العام. وسيشمل فقط المقيمين في المملكة بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجدّ، في وقت يتواصل فيه تفشي الوباء في المملكة والعالم. وأمام هذا الوضع كانت الخطوة السعودية منتظرةً إلى حد كبير، حيث ألغت بعض الدول الإسلامية بالفعل ومبكرا خطط مشاركة مواطنيها في الحج.
فيما نقلت وكالة رويترز عن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جبريسوس القول اليوم (الأربعاء 24 يونيو 2020) إنه يدعم قرار السعودية بحظر دخول حجاج من الخارج لآداء مناسك الحج هذا العام بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
أما في الداخل السعودي فلم يكن الأمر كذلك مفاجئا للكثيرين، كما جاء على لسان الكاتب والمحلل السياسي السعودي منيف عمّاش الحربي. وقال في حديث لموقع DW عربية: “الكل في السعودية كان يتوقع عدم فتح أبواب الحج هذا العام أمام جميع الحجاج من العالم الإسلامي بسبب كورونا. والحكومة السعودية أخذت الوقت الكافي لدراسة الأمر. وخلصت إلى أن حماية الأرواح أهم من أداء الشعيرة”.
ورغم إكراهات جائحة كورونا؛ جاء الإعلان مخيباً للآمال بالنسبة للمسلمين الذين يدفعون مبالغ كبيرة وينتظرون لوقت طويل للتمكن من أداء هذه الفريضة.
مطالب باشراك العالم الإسلامي في إدارة الحج
لم يقتصر الكثيرون على التعبير عن خيبة الأمل. وظهرت أصوات رافضة “لانفراد” السعودية بالقرار. ووصفت منظمة الحج والزيارة الإيرانية قرار الرياض بأنه “غير لائق”. وجاء في بيان للمنظمة نشرته مواقع إخبارية إيرانية ناطقة باللغة العربية كموقع قناة “العالم” الإخبارية: ” كان من المتوقع أن تسعى الحكومة السعودية إلى الاستفسار عن وجهات نظر الدول الإسلامية الأخرى بطريقة مناسبة، وأن تستفيد من أفكارها لحل هذه المشكلة، التي تلقي بظلالها الآن على العالم بأجمعه”.
وفي حديث لموقع DW عربية وصف الكاتب والمحلل التركي حمزة تكين الخطو السعودية ب”غير المسؤولة” والمعبرة عن “استعلاء السعودية من خلال الاستفراد بالقرار”. وأردف تكين قائلا: ” نحن نشجع كل قرار يحافظ على صحة الناس. لكن الانفراد بقرار ما حول الحج سواء كان سلبيا أو إيجابيا يسجل ضد السعودية وليس لصالحها”. ويرى الكاتب التركي أنه “كان ينبغي على الرياض الاستشارة مع كل البلدان الإسلامية قبل القرار”.
وبدورها انتقدت “الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين”- التي تضم علماء من جنسيات مختلفة ومقرها بماليزيا – (انتقدت) عبر موقعها الرسمي حصر الحجاج على المقيمين فقط. ونقل الموقع عن عضو مجلس علماء الهيئة في ماليزيا الشيخ عزمي عبد الحامد، قوله إن الرياض “لا تستشير الدول المسلمة وتتصرف بشكل مجحف وكأن الأماكن المقدسة هي حكر للطغمة الحاكمة”، وأضاف الشيخ عزمي عبد الحامد أن “الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين”، خلصت خلال اجتماع لها إلى “ضرورة إشراك العالم الإسلامي في قرار خطير وغير مسبوق مثل إلغاء الحج لهذا العام.”
ومن جانبه أعتبر المكتب السياسي لحركة أنصار الله الحوثية اليمنية قرار السعودية “منع الحجيج من خارج أراضيها بأنه غير صائب”. وجاء في بيان نشر في موقع وكالة الأنباء اليمينة “سبأ”أن قرارا “بتلك الخطورة بحجة أن إعلاء النفس من أهم مقاصد الشريعة ذلك أمرٌ لا خلاف فيه؛ لكن الطبيعة المتوحشة للنظام السعودي تُسقط عنه تلك الحجة، وسلوكُه الدموي في حربه العدوانية على اليمن شاهد حي على أن مسألة إعلاء النفس البشرية ليست في قاموس النظام السعودي”.