24 ساعة – متابعة
أكد المشاركون في ندوة افتراضية نظمت، مساء اليوم الأربعاء، تحت عنوان “المغرب.. وقع كوفيد-19 على الاقتصاد الوطني والآفاق المستقبلية”، أن الأزمة الصحية والاقتصادية المترتبة عن وباء فيروس كورونا المستجد عززت من موقع المغرب كشريك إقليمي ودولي “موثوق ومتين”.
وشارك في هذه الندوة الافتراضية، المنظمة في إطار النسخة الأولى من “ضيف الشهر” لجمعية مقاولي المغرب، كل من فتح الله السجلماسي، الخبير الاقتصادي والدبلوماسي السابق، وخليل العزوزي، شريك ونائب رئيس “أزور” Azur لإدارة الابتكار.
وتناول اللقاء، الذي قامت بتسييره بشرى بايض، رئيسة جمعية مقاولي المغرب، وقع أزمة فيروس “كوفيد-19” على الاقتصاد المغربي، وكذا على تدبير الأزمة من قبل السلطات المغربية، تنفيذا للتعليمات السامية للملك محمد السادس.
وأوضح السجلماسي الذي يشغل، أيضا، منصب رئيس مؤسس لـ “بوزتيف أجندة أدفايسوري” Positive Agenda Advisory، أن هذه “النموذجية” في تدبير الأزمة عززت من موقع المملكة باعتبارها شريكا إقليميا ودوليا “موثوقا ومتينا”، كما تشهد على ذلك المبادرة التضامنية الأخيرة المتخذة من طرف المغرب لفائدة عدد من البلدان الإفريقية.
وسجل أن “هذا التموقع الموثوق، والمتين والتضامني يصبح في حد ذاته عاملا للتنافسية”، مضيفا أن المغرب أضحى أحد “الفاعلين الأساسيين” في تطور سلاسل القيمة الدولية.
واعتبر السجلماسي، مؤلف كتاب “مستقبل أوروبا يوجد في الجنوب”، أنه إذا كانت الأزمة قد أحدثت وضعيات تبعث على التحدي، فإنها توفر أيضا فرصا جديدة من حيث إحداث المقاولات، وفرص الشغل والابتكار، مشيرا إلى أن هذه الأزمة تبدو كمسرع لمسارات وتطورات بنيوية كبرى، لكن من دون تشكيل مظاهر قطيعة مفاجئة.
وسجل أن المغرب يعيش كاقتصاد مفتوح من التفاعل مع الاقتصاد الدولي، لكن مع ضمان مناعة داخلية أكبر من خلال تحقيق التوازن بين الانفتاح على العالم والسوق المحلية، موضحا أن إعادة التوازن يجري في إفريقيا من خلال عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، والزيارات المتعددة التي قام بها الملك للقارة، والزخم التضامني الذي تبرهن عليه المملكة اتجاه إفريقيا.
من جانبه، أكد خليل العزوزي أن المملكة كانت رائدة في اتخاذ مبادرات كفيلة بالتخفيف من وطأة هذه الأزمة غير المسبوقة في تاريخ البشرية، لاسيما من خلال إحداث صندوق خاص لمساعدة الساكنة المعوزة والمقاولات وتمويل المستشفيات.
وأشار هذا الخبير الاقتصادي إلى أن هذه التدابير جسدت تضامنا “مذهلا” للفاعلين المغاربة، بما مكن من تدبير هذه الأزمة بكل هدوء، مشيرا إلى الآفاق الإيجابية بالنسبة لمغرب ما بعد “كوفيد-19″، وذلك حسب التوقعات الأخيرة لبنك المغرب.
وقال إن “الأزمة أظهرت للعالم ما يستطيع المغرب القيام به من حيث الاستجابة، واتخاذ التدابير السريعة، والابتكار والحس المدني مع احترام القواعد الموضوعة من طرف الحكومة”، مشيرا إلى أن المغرب الذي يتوفر على “إنجازات لا غبار عليها” له مكانه من حيث تبوأ “دور مركزي” في إعادة تشكيل سلسلة إنتاج القيم الدولية.
وخلص الخبير الاقتصادي إلى أنه في مواجهة تأثير الأزمة، فإن إفريقيا التي يعد المغرب أحد كبار المستثمرين فيها، مدعوة إلى القيام بالتفكير التشاوري حول نموذج مشترك للتنمية في إطار شراكة رابح-رابح.