عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط
في التفاتة إنسانية، بادر السيد عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، بالإشادة بالتضحيات الجسيمة التي أبداها موظفو وموظفات الشرطة خلال فترة الطوارئ الصحية لمجابهة جائحة كورونا المستجد، منوها بنساء ورجال الأمن، وقال في رسالة بعث بها، لقد ” برهن موظفو المديرية العامة للأمن الوطني طيلة الأشهر المنصرمة، التي تميزت بفرض إجراءات الحجر الصحي وما أعقبها من تدابير التخفيف والرفع التدريجي لتقييدات التنقل وباقي التدابير الاحترازية الأخرى، عن تضحية كبيرة في تجلياتها النبيلة، وعن نكران للذات في تغليب للمصلحة العامة، وعن التزام راسخ بخدمة قضايا وطنهم ومواطنيهم، في تعلق دائم وحب غير مشروط لهذا الوطن وثوابته العليا، وذلك تحت القيادة الرشيدة للجناب الشريف أسمّاه الله وأعز أمره”.
وكما كنا نؤكد على ذلك دائما فمؤسستنا الأمنية الوطنية، وعلى رأسها نساء ورجال الشرطة تستحق منا التنويه، بالدور الكبير تقوم به في مواجهة تداعيات انتشار فيروس “كورونا”، والحرص على تطبيق تدابير الوقاية من خلال تفعيل قرارات السلطات، وضمان سلامة وتنفيذ الحجر الصحي، لأن كل ما باتت تقوم به هذه المؤسسة الأمنية، أضحى من المؤشرات الإيجابية، الذي يميز مسارها المهني الذي حظي بإشادة كبيرة، بسبب حسن تدبير الأزمة الحالي، والتنسيق الأمني، الذي مكن بلادنا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، من التسيير المحكم الذي حد من تداعيات هذا الوباء الفتاك، وهو الأمر الذي نجحت فيه هذه المؤسسة الوطنية بامتياز، فتحية تقدير واحترام للسيد عبد اللطيف الحموشي ولكافة أطر وكفاءات المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، على جميل صنيعهم وتفانيهم في خدمة الوطن تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة.
السيد المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عبر عن “تقديره لكل نساء ورجال الأمن الوطني، على اختلاف أسلاكهم ورتبهم ودرجاتهم، واعترافه بما قدموه من جميل العمل، وما يقدمونه من تضحيات متواصلة، مقدما لهم جميعا خالص عبارات الشكر والامتنان، المشفوعة بالتقدير والتنويه، ومشيدا بتضحياتهم الجسيمة وهم يصطفون في الصفوف الأمامية، إلى جانب باقي المصالح الطبية والسلطات العمومية، لاحتواء ومجابهة وباء كورنا المستجد، ومقدرا أيضا- وبشكل كبير- التزامهم وتفانيهم الراسخين في تطبيق التدابير الاحترازية التي اعتمدتها السلطات العمومية لمواجهة تداعيات الجائحة، وكذا حماية أمن وسلامة ممتلكات رعايا الملك محمد السادس نصره الله وأيده”.
كما استعرض عبد اللطيف الحموشي، تحديات الجائحة وتهديداتها على الأمن في مفهومه الواسع، حيث جاء في مذكرته الموجهة إلى أسرة الأمن الوطني بهذه المناسبة السعيدة”رغم التهديدات غير المسبوقة التي طرحتها جائحة كوفيد-19، خصوصا على مستوى الإحساس بالأمن لدى المواطنات والمواطنين، بسبب محاولة البعض إشاعة المحتويات والأخبار الزائفة والمضللة، وبالرغم أيضا من اضطراد وتنامي التحديات الأمنية في زمن الجائحة، بفضل ثقل وجسامة المسؤولية المتمثلة في حفظ النظام العام وحماية أمن الأشخاص والممتلكات، وكذا زجر الجرائم المستجدة المرتبطة بسياق الوباء، فإن موظفي المديرية العامة للأمن الوطني نجحوا في هذا الاستحقاق الأمني الهام، وكسبوا كل التحديات والرهانات المرتبطة بإرساء الأمن في مفهومه الشامل”.
واعتبر السيد، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، ” أن الأجدر بالتنوع هو أن نجاح موظفي المديرية العامة للأمن الوطني في رفع التحديات الأمنية المرتبطة بجائحة كورونا المستجد كان نتاج عمل مندمج ومتواصل، شاركت فيه المصالح المركزية واللاممركزة للأمن الوطني. كما أنه اعتمد مقاربة عرضانية وشمولية تستحضر الهاجس الجماعي في حفظ الأمن العام من جهة، وضمان حقوق وحريات الأفراد والجماعات من جهة ثانية، بدون إفراط ولا تفريط”.
وشدد السيد عبد اللطيف الحموشي في كلمته “وإذا كان نساء ورجال المديرية العامة للأمن الوطني قد تحمّلوا مسؤولياتهم في زمن جائحة كورونا المستجد، من منطلق إملاءات الواجب المهني، ومن منظور مسؤوليتهم الوظيفية والمعنوية إزاء الوطن والمواطنين، فإن رسائل التهنئة والتنويه التي ما فتئت تتوصل بها المديرية العامة للأمن الوطني من مختلف الفاعلين المؤسساتيين والخواص، ومن عموم المواطنين، الذين يثمنون عاليا تضحيات الشرطيات والشرطيين، لهي أبلغ اعتراف وأسمى تقدير لما أسدته وتسديه أسرة الأمن الوطني من خدمات جليلة لفائدة الأمن في أبعاده الواسعة والشاملة”.
ولم يفوت المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني هذه المناسبة ليرسم معالم المرحلة المقبلة، ويستشرف التهديدات الأمنية المرتبطة بما بعد تخفيف إجراءات الحجر الصحي، مشددا بالقول “وإذ أجدّد الشكر والتنويه لكافة الموظفات والموظفين بعدما كسبوا رهان التدبير الجيد لفرض حالة الطوارئ الصحية، فإني أهيب بهم، في المقابل، مواصلة العمل والجهد في المرحلة الحالية وناظر الأيام المقبلة، لتأمين سلامة المواطنين وصون ممتلكاتهم، خصوصا أن هذه الفترة تتزامن مع عطلة الصيف، ومع استئناف السير والجولان بفضل رفع تقييدات التنقل على العديد من جهات المملكة؛ وهو ما يندر بإمكانية تزايد حوادث السير على الطرق، وتسجيل بعض الجرائم التي تستهدف الأشخاص والممتلكات، الأمر الذي يفرض على موظفي المديرية العامة للأمن الوطني مزيدا من اليقظة والجاهزية، لتحقيق الهدف الأسمى والغاية المنشودة المتمثلة في خدمة قضايا أمن الوطن والمواطنين”.
يشار إلى أن السيد عبد اللطيف الحموشي، كان حريصا طيلة فترة الطوارئ الصحية على مواكبة العمل الميداني لمصالح الشرطة، وداوم بكفاءة عالية، على القيام بزيارات استطلاعية لعدة ولايات للأمن، كما ظهر في عدة نقط للمراقبة الأمنية في كل من الدار البيضاء والرباط والمحمدية وفاس ومكناس والقنيطرة والخميسات.. وهو يرتدي الزي النظامي الخاص بفترة الطوارئ ويستمع لتفسيرات ومقترحات الشرطيين من كل الدرجات والرتب، كما وجه رسائل شكر وتهنئة عديدة إلى موظفيه، تثمينا لجهودهم الكبيرة في ضمان المواكبة الأمنية لتداعيات الجائحة، وتحفيزا لهم على مزيد من البذل والعطاء بما يخدم أمن الوطن والمواطنين، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية العمل الأمني الرائد لمؤسسة وطنية، يقودها خيرة الكفاءات ويطلع بمسؤوليتها رجل مثل السيد الحموشي، الذي حاز مكانة مهنية عالية استحق بها تتويجات دولية، منحت بلادنا المكانة المستحقة لمؤسسته الأمنية بين مصاف الدول الكبرى، فتحية إخلاص، وتجدد شكرنا نحن أيضا لنساء ورجال الأمن بمختلف اصنافهم، على ما قدموه من تضحيات، فقد سعوا في خدمة الوطن والمواطنين بقيادة جلالة الملك بكل اقتدار وتفان، وهو الأمر الذي ساهم في جهود مكافحة وباء كورونا.
عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط: رئيس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية