نشر بشراكة مع DW العربية
أثار استمرار تفشي كوفيد-19 في العالم موجة جديدة من عمليات إعادة فرض تدابير عزل الأربعاء من الهند إلى فنزويلا، ودفع بدول وشركات إلى جعل الكمامات إلزامية كما فعلت شركة “وولمارت” في الولايات المتحدة أكثر دول العالم تضرراً من الوباء.
وتجاوزت حصيلة الوباء 13,3 مليون إصابة ونحو 580 ألف وفاة في العالم، تعافى منهم 7,2 مليون شخص على الأقل أي نصف المصابين تقريباً.
آسيا تعود إلى فرض “العزل”
في آسيا، تستعد الهند لعزل أكثر من 10% من سكانها، مع فرضها منذ مساء الأربعاء ولأسبوعين قيوداً على سكان ولاية بيهار (شمال شرق) البالغ عددهم 125 مليون نسمة. وفي بيتنا عاصمة الولاية، خرق الآلاف قيود التباعد الاجتماعي من أجل التزود بالإمدادات من المتاجر قبل دخول التدابير حيز التنفيذ. وبدأ تنفيذ العزل الاثنين في مدينة بنغالور الهندية أيضاً التي تعد مركزاً للتكنولوجيا في البلاد، وباتت بؤرة لكوفيد-19.
وفي هونغ كونغ أمرت السلطات الحانات والنوادي الرياضية وصالونات التجميل بإغلاق أبوابها مجدداً، كما فرضت حظراً على التجمعات لأكثر من أربعة أشخاص. وبرزت مخاوف في اليابان أيضاً، حيث أعلنت حاكمة طوكيو حال التأهب القصوى في العاصمة في مواجهة الفيروس.
وفي الولايات المتحدة حيث سجّلت أكثر من 136 ألف وفاة و3,43 مليون إصابة بالوباء الذي يتسع نطاق تفشيه خصوصاً في الولايات الجنوبية والغربية، أظهر آخر تحديث للنماذج الوبائية ارتفاعاً إضافياً بعدد الوفيات اليومية. وتوقع أحد النماذج أن تعميم وضع الكمامة قد يسهم في إنقاذ حياة 40 ألف شخص حتى نوفمبر.
ولا يزال فرض وضع الكمامة أمراً مثيراً للجدل في الولايات المتحدة، لكن شركات أمريكية متزايدة جعلت الكمامة إلزاميةً في كافة متاجرها.
فاوتشي تحت القصف
وفي الأثناء، نأى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنفسه عن أحد كبار مستشاريه الذي شن هجوماً حاداً على أنتوني فاوتشي، أبرز خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، في أحدث إشارة إلى الاضطراب داخل البيت الأبيض مع استمرار انتشار وباء فيروس كورونا. وكتب الخبير الاقتصادي بيتر نافارو مقالاً في صحيفة “يو إس ايه توداي” يزعم فيه أن فاوتشي ” كان مخطئاً في كل شيء تعاملت فيه معه”.
وهناك دلائل على أن مستشاري ترامب يشعرون بالانزعاج من فاوتشي، حيث حذر الخبير بالصحة العامة من أن الولايات تتحرك سريعاً للغاية لإعادة فتح الاقتصاد، مما تسبب في انتشار الفيروس في بعض المناطق التي لم تكن تشهد زيادة في حالات الإصابة في وقت سابق من العام.
وقد قلل ترامب مؤخراً من أهمية عودة تفشي الفيروس وركز على تعزيز الاقتصاد. وقال للصحفيين خارج البيت الأبيض “نحن في نفس الفريق، ومعنا دكتور فاوتشي. لدي علاقة جيدة للغاية مع دكتور فاوتشي”، وذلك فيما بدا كمحاولة لإصلاح الضرر الذي تسبب فيه نافارو.
وانتقد ترامب مستشاره نافارو قائلا “لقد أدلى بتصريح يمثل فيه نفسه.. لا يجب أن يفعل هذا”. ”
ويتعرض العالم البارز لهجمات مستدامة من جانب مسؤولي البيت الأبيض، خصوصاً فيما يواصل تحذير البلاد من إعادة فتح الاقتصاد بسرعة وأن بعض الولايات التي تشهد أسوأ زيادة في حصيلة الإصابات بفيروس كورونا لا تتبع الإرشادات.
الوباء يتسارع في أمريكا اللاتينية
بدورها فرضت فنزويلا عزلاً صارماً على سكان العاصمة كراكاس وولاية ميراندا المجاورة البالغ عددهم 6 ملايين نسمة اعتباراً من صباح الأربعاء. وفي البرازيل، إحدى الدول الأكثر تضرراً في العالم بالوباء مع أكثر من 74 ألف وفاة ومليوني إصابة، هددت معاهد السامبا الكبرى بعدم المشاركة في كرنفال ريو دي جانيرو المرتقب في شباط/فبراير 2021 ما قد يؤدي إلى إلغائه.
قلق في أوروبا
وفيما يبدو أن الأسوأ قد مر في أوروبا، إلا أن الحذر شديد من خطر عودة انتشار الفيروس، كما في إسبانيا حيث فرض على سكان مدينة ليريدا والمنطقة المحيطة بها في كاتالونيا (شمال شرق) العزل من جديد بعد نزاع مع القضاء.
وحذرت المفوضية الأوروبية في الأثناء أن على القارة الاستعداد على المدى الأطول لمواجهة تزامن انتشار كورونا مع الانفلونزا الموسمية في الخريف في ما قد يشكل “مزيجاً” فتاكاً.
وقالت مفوضة الصحة الأوروبية ستيلا كيرياكيديس “يجري الإبلاغ عن بؤر إضافية للوباء في عدد من الدول الأعضاء. الاستعداد لذلك ضروري خصوصاً قبل أشهر الخريف والشتاء”، وأضافت: “علينا حماية اقتصاداتنا ومجتمعاتنا ومواطنينا من موجة ثانية، مماثلة لما شهدناه في الأشهر السابقة، ومن تفاعل الانفلونزا الموسمية مع كوفيد-19”.
يأتي ذلك مع إعادة فتح أبرز وجهة سياحية خاصة في فرنسا، ديزني لاند باريس، الأربعاء مع قدرة استيعاب محدودة بعد أربعة أشهر من الإغلاق بسبب الوباء.