نشر بشراكة مع DW العربية
هاشتاغات تدعو للإطاحة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي انتشرت على تويتر خلال الأيام الأخيرة، بالتزامن مع دعوة الفنان ورجل الأعمال، المقيم خارج مصر، محمد علي للمصريين بالنزول إلى الشوارع والتظاهر ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة.
دعوته تأتي في ذكرى حلول عام على دعوته الأولى لهم بالخروج ضد النظام، والتي تسببت حينها في سبتمبر 2019 في سلسلة مظاهرات احتجاجية مؤثرة نسبيا.
لكن التحركات جاءت هذه المرة محدودة. وانتشرت مقاطع فيديو لما قيل إنها مظاهرات جديدة في بعض المناطق المصرية.
بعض هذه الفيدوهات اتضح أنها قديمة، أو أنها مرتبطة بالاحتجاجات ضد قانون التصالح حول المنازل المخالفة. ولكن هناك فيديوهات حديثة بالتأكيد، وليس كل ما انتشر هو لتظاهرات قديمة، إلا أن المظاهرات الحالية محدودة، كما يقول الدكتور عمرو الشوبكي، السياسي والأكاديمي المصري.
التضييق على المحتجين
وبينما ساد جدل حول صحة مقاطع الفيديو، أكد حقوقيون مصريون اعتقال عشرات الأشخاص على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية. ومن ذلك ما نشره المحامي والسياسي البارز خالد علي، في صفحته على فيسبوك:
“عدد اللى وصلوا النهاردة نيابة أمن الدولة للتحقيق معهم فى الأحداث التى سميت إعلامياً ب #أحداث_٢٠_سبتمبر_٢٠٢٠، لا يقل عن ١٥٠ متهم تقريباً، وجميعهم يتم التحقيق معهم على ذمة تحقيقات القضية ٨٨٠ لسنة ٢٠٢٠ حصر أمن دولة”.
هذه الاعتقالات تبعها اتهامهم بـ: “الانضمام لجماعة إرهابية، وبث ونشر إشاعات وأخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل”. كما تمت إضافة تهم أخرى للبعض منهم: “وهي التمويل، أو التجمهر أو التحريض على التجمهر والبعض الآخر وجهت إليه تهم التعدي”، كما يقول الحقوقي البارز خالد علي.
هذا التضييق من السلطات ضد الاحتجاجات، يجعل كثيرين يحجمون عن الخروج. إلا أن النشاط الافتراضي يبدو أكبر بكثير على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء داخل مصر أو من مقيمين خارجها. وتجلى هذا النشاط في الهاشتاغات التي صعدت لتتصدر الترند في مصر:
حيث انتشر هاشتاغ: “#يسقط_يسقط_حكم_العسكر” وهاشتاغ “#ارحل_يا_سيسي” و”#الشعب_يريد_إسقاط_النظام” و”#الثورة_بدأت” وبضعة وسوم أخرى.
وإضافة للمصريين، لقيت بعض تلك الوسوم رواجا وتصدرت الترند حتى في دول عربية أخرى، خلال الأيام القليلة الماضية. كما شارك فيها أشخاص متابعون على تويتر كالمعارض السعودي عمر بن عبد العزيز.
رد المؤيدين
الهاشتاغات المضادة للرئيس المصري ولـ”حكم العسكر”، دفعت المؤيدين للرئيس المصري لاستحداث وسوم عبروا من خلالها عن دعمهم له، وعن رفضهم للدعوات الرائجة من أجل التظاهر ضده.
وهكذا لقي وسم “#لست_وحدك” بعض التفاعل، وكذلك وسمي “محدش_نزل” و “ليله_سقوط_الخونه” بعض التفاعل، ولكنه لم يرقَ من حيث العدد للتفاعل إلى الهاشتاغات المعارضة.
تراجع دور محمد علي 2020
تظاهرات سبتمبر 2020، تبدو مختلفة كليا عما جرى قبل عام. ففي أواخر صيف 2019 فاجأ الفنان ورجل الأعمال المصري محمد علي السلطات بظهوره على وسائل التواصل ودعوته المصريين للتظاهر. ولقيت دعوته استجابة معقولة، أحدثت ارتباكا لدى السلطات المصرية.
ولكن تأثير محمد علي تراجع كثيرا هذا العام، كما يرى الدكتور عمرو الشوبكي، في حديثه لـDWعربية. فهو من ناحية يفتقد هذا العام لعنصر المفاجأة الذي كان لديه العام الماضي. ومن ناحية أخرى وهي الأهم، “ليس لمحمد علي أي قاعدة تنظيمية تدعمه داخل مصر”. وكل ما في الأمر هو تصادف دعوته الحالية مع وجود “حالة غضب شعبي لدى فئة من المواطنين المتضررين بسبب قانون إزالة الأبنية المخالفة”، برأي الشوبكي.
ولكن السخط سيبقى موجودا، بمعزل عن دور محمد علي أو غيره، وذلك لوجود أسباب لهذا السخط، وهي التي قد تدفع للتظاهر في أي وقت، رغم التضييق من السلطات على حق التظاهر والتجمهر وحق التعبير عن الرأي، وغيرها من التهم التي يواجهها معارضون ومنظمات حقوقية لنظام الحكم في مصر.
ولذلك يطالب السياسي والبرلماني السابق عمرو الشوبكي بحل مشاكل الناس، بدلا من متابعة محمد علي وتفنيد خطابه. فمحمد علي يستغل وجود حالة السخط، وأنت عندما تريد التخلص من تأثيره “عليك بإنهاء أسباب الغضب الموجود. وخصوصا موضوع إزالة الأبنية”، وعدم تحميل كل شيء للمواطن.