24 ساعة – متابعة
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء أمام الاجتماع السنوي رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، أن جائحة كوفيد-19 ”ذكرت العالم بقوة بمصيرنا المشترك”.
وأبرز بوريطة، في كلمة ألقاها عبر تقنية الفيديو بمناسبة هذا الاجتماع المنظم على هامش الدورة ال75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن التحالف “بات أكثر أهمية من ذي قبل”، على اعتبار أن هدفه “ليس مواجهة عدو مشترك، بل العمل من أجل قيمة مشتركة”.
وأضاف بوريطة، خلال هذا الاجتماع المنظم تحت شعار ”بلورة عالم أفضل: بناء مجتمعات متماسكة ودامجة في السياق الصعب الذي يفرضه كوفيد-19”، والذي عرف مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، فولكان بوزكير، والممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ميغيل أنخيل موراتينوس، أن التحالف “لا يضعنا على خط المواجهة بين بعضنا البعض، بل يجمعنا”، مسجلا أن “هذا الأمر هو ما نحتاجه بالتحديد في هذا السياق الحالي”.
وذكر الوزير، بهذه المناسبة، بأن المغرب، بصفته عضوا مؤسسا للتحالف الذي تم إنشاؤه قبل 15 سنة، “لطالما انخرط في قيم التحالف ومبادئه” من منطلق أنه “هنا في المغرب، تشكل التعددية هوية الأمة، والتعايش أسلوب حياة، كما أن قيم الانفتاح والاعتدال والاحترام المتبادل بين جميع الثقافات والحضارات ليست مجرد شعارات، بل هي مبادئ مكرسة في الدستور”.
من جهة أخرى، ذكر بوريطة بأن المغرب قرر تنظيم الدورة التاسعة من المنتدى العالمي للتحالف في سنة 2020، مسجلا أن الجائحة تسببت في تأجيل تنظيمه، لكنها “لم تقوض المشروع ولم تضعف التزامنا”.
وأكد أن “هذه التظاهرة ستكون غير مسبوقة، حيث سينظم هذا المنتدى العالمي، لأول مرة في تاريخ المنظمة، في القارة الإفريقية، على تراب المملكة المغربية”.
وبخصوص محاربة فيروس كورونا المستجد، قال بوريطة إنه بمجرد تجاوز الجائحة، سيظل تحد رئيسي قائما، متمثلا في “بناء مجتمعات دامجة ومتماسكة، حيث تتم هيكلة المعرفة المتبادلة ليس فقط بين المجتمعات، بل داخلها أيضا (…) وعن طريق اختيار التضامن والتسامح والسلام والحوار”.
وختم الوزير بالتأكيد على أنه “عندئذ فقط يمكننا تحويل التعددية من مجال الخطاب إلى مجال العمل الذي يركز على الإنسان والقائم على النتائج. وهذا تحديدا هو ما يهدف إليه تحالفنا”.
ويشكل الاجتماع السنوي الرفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الحضارات مناسبة للتوقف عند إنجازات هذه الهيئة الدولية، والتعريف بأنشطتها ومبادراتها الجديدة في مجالي الوقاية والوساطة على الخصوص.