نشر بشراكة مع DW العربية
خلال زيارته إلى تونس، ضمن جولة هي الأولى له في أفريقيا والدول المغاربية، وقع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر مع نظيره التونسي إبراهيم البرتاجي أمس الأربعاء اتفاقاً للتعاون العسكري لمدة عشر سنوات، مؤكدا على أهمية التقارب مع تونس كشريك من أجل مواجهة تأزم الوضع في ليبيا. وقال الوزير الأمريكي “مسرورون لتعميق التعاون من أجل مساعدة تونس على حماية موانئها وحدودها”.
والاتفاق الذي وقعه إسبر هو خارطة طريق لم يتم الكشف عن تفاصيلها وتستمر على عشر سنوات من أجل تطوير العلاقات من خلال التدريب في حال قررت تونس شراء أسلحة دقيقة، حسب ما أفاد مقربون من الوزير.
والتقى إسبر نظيره التونسي إبراهيم البرتاجي في إطار جولة على الدول المغاربية يؤكّد خلالها التزام الولايات المتّحدة بأمن المنطقة ويناقش سبل تعزيز التعاون ضدّ التنظيمات الجهادية. وقدّم إسبر لنظيره التونسي نسخة مطابقة للأصل من مسدس يعود لأول رئيس للولايات المتحدة الأميركية جورج واشنطن وأكد على “أهمية بقاء الجيش بعيداً عن السياسة”.
أهداف عديدة للتعاون العسكري
وتطور دور الولايات المتحدة في دعم الجيش التونسي في السنوات الأخيرة خاصة من خلال التدريبات والعتاد لمقاومة الإرهاب وكذلك لحماية حدودها مع الجارة ليبيا حيث الوضع الأمني يزداد تأزما مع تواتر التدخلات الأجنبية. وتعتبر واشنطن أن تونس حليف مهم منذ العام 2015 دون أن تكون عضوا في حلف شمال الأطلسي وتقدم لها دعما مع تزايد الوضع تأزما في ليبيا.
وإثر لقائه بالرئيس التونسي قيس سعيّد في قصر قرطاج، ألقى مارك إسبر خطابا في المقبرة العسكرية الأمريكية في قرطاج حيث يرقد العسكريون الأمريكيون الذين سقطوا في شمال إفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية. وبيّن أن الهدف هو مواجهة “المتطرفين والذين يمثلون تهديدا” وأيضا “منافسينا الاستراتيجيين الصين وروسيا” بسلوكهما “السيئ”.
وقال مسؤول عسكري أمريكي إنّ الهدف من زيارة إسبر إلى تونس هو تعزيز العلاقات مع هذا الحليف “الكبير” في المنطقة ومناقشة التهديدات التي تشكّلها التنظيمات الجهادية مثل تنظيمي “الدولة الإسلامية” (داعش) والقاعدة على هذا البلد، بالإضافة إلى “عدم الاستقرار الإقليمي الذي تفاقمه الأنشطة الخبيثة للصين وروسيا في القارة الأفريقية”، حسب قوله.
وتشارك قوات عسكرية أمريكية في تدريبات مشتركة مع الجيش التونسي بانتظام كما نظمت وزارة الدفاع الأمريكية عرضا للطيران العسكري في آذار/ مارس الفائت في جزيرة جربة (جنوب) تحت مسمى المعرض الدولي للطيران والدفاع.
وخصص البنتاغون دعما للجيش التونسي بحوالي مليار دولار منذ ثورة 2011، وفقا لبيان أفريكوم (القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا). وتؤكد السلطات التونسية مرارا أنه ليس هناك قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها وأنه لن تكون هناك مستقبلا. غير أن تقارير إعلامية أمريكية كشفت في العام 2017 أن فريقا عسكريا متخصصا في تسيير الطائرات دون طيار متواجد في قاعدة تونسية في محافظة بنزرت (شمال).
اهتمام أمريكي بالمنطقة المغاربية
وبقول الباحث في مركز كارنيغي يوسف الشريف إن هناك “اهتماما متجددا” من قبل واشنطن بتونس وبالمغرب الشريكين القديمين “لأن المنطقة أصبحت استراتيجية خلال السنوات الأخيرة” مع زيادة انتشار الجماعات الجهادية المتطرفة في ليبيا ومنطقة الساحل. ويوضح الشريف “لا يبدو أن تونس ستقبل باستغلال مجالها الجوي والبري من أجل شن هجمات”.
وأعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) في بيان في أيار/ مايو أنه حيال تأزم الوضع في ليبيا، تعتزم إرسال فرق دعم إلى تونس، ما أثار انتقادات واسعة من قبل الرأي العام التونسي. ثم أوضحت أفريكوم في بيان ثان أن هذه الفرق ستكون للتدريب المشترك وليس للقتال.
هذا، ويصل إسبر الخميس إلى الجزائر العاصمة كأول رئيس للبنتاغون يزورها منذ 15 عاماً، حيث سيجري محادثات مع الرئيس عبد المجيد تبّون الذي يشغل أيضاً منصبي قائد القوات المسلّحة ووزير الدفاع. وينهي الوزير الأميركي جولته المغاربية الجمعة في الرباط حيث سيناقش سبل “تعزيز العلاقات الوثيقة” في المجال الأمني مع المغرب.