24 ساعة – الرباط
خرج الأزمي بتصريح قوي يهاجه فيه الديبخشوين والديبخشيات متهما إياهم بخلق البلبلة وإزعاج راحة البرلمانيين والمسؤولين، بمناسبة مناقشة إلغاء تقاعد البرلمانيين، والحقيقة لا أحد يعرف معنى هذا المصطلح الجديد “الدبخشي”، ولكن شخصيا أحرف المصطلح الأزمي جداهذا ذكرتني، بقصة “لافونتين” “الدب والبستاني”، وتقول أن بستانيا كانت تجمعه صداقة كبيرة بدب، وفي يوم من الأيام كان البستاني نائما مطمئنا، فوقفت ذبابة على رأسه “تزنزن”، ف “خشي” “الدب” أن تزعج الذبابة صديقه البستاني المطمئن، ففكر وتدبر واهتدى إلى حل سريع، حمل حجرا كبيرا من الأرض، وهوى به على الذبابة. هربت الذبابة مسرعة كعادة الذباب، ومات البستاني بارتجاج دماغي جراء ثقل الحجر.
هذا بالضبط ما فعله العمدة البرلماني رئيس الفريق الوزير السابق (اللهم لا حسد) إدريس الأزمي، أراد أن يدافع عن أولئك الذين لا يجب أن يشتغلوا “بيليكي” فحمل حجر “الدبخشنة” (من فعل دبخش) لكنه عوض إصابة المؤثرين الذين يقلقون راحة رواتب ومعاشات النواب والبرلمانيين، كسر رأس البيجيدي مزيلا قناع التصوف وابتغاء مرضاة الله.
وبالعودة لكلامه، تحدث الأزمي عن الشعبوية، التي إن كان لها مرادف أخر فيقينا سيكون عضوا في الأمانة العامة لحزبه، فالمصطلح ظهر مع صعود نجم كبيرهم الذي ينعم بتقاعد سمين هناك في قبة الليمون، حيث يقضي يومه في أكل “الكاوكاو” و”أتاي بالعشوب”، وحقيقة هنا نتساءل جميعا عن مفهوم الشعبوية الجديد الذي يقصده السيد العمدة، هل الشعبوية هي المطالبة بإلغاء معاشات تنهك مالية الوطن على اعتبار أن البرلمان مهمة وليست مهنة ؟ أم يا ترى الشعبوية هي الإشارة للتحول الذي لا تخطئه عين من “غرغري أو لا تغرغري” إلى الفيلات والسيارات الفارهة، التباين بين الخطاب والممارسة ؟ أم يا تراها الإشارة للرواتب المتعددة التي لا تقابلها نتائج تذكر، اللهم إغراق المغرب في المديونية ورهن مستقبل الأجيال القادمة، والإجهاز على تقاعد “الدراويش” في الوطن ؟ ولعلها باختصار كل إشارة للامتيازات التي تذهب إلى حسابات حماة العقيدة وزملائهم دون إنجازات تذكر ؟!
ولكن في تقديري الأزمي، لم يسقط ورقة التوت عن حزب ظل حريصا على تسويق صورة الزهد و عدم السعي وراء متاع الدنيا، عبر بروباغندا صور “القشابة” و”صنادل ميكا”، و”اكل البيصارة” والجلوس على الأرصفة، فقط، بل فسر نقاشات سابقة نسبت لمجهول وضاع دمها بين القبائل، فعبارة “خصنا نوضو لهم” (وبالمناسبة سبق ان استعمل نفس المصطلح في تصريح لجريدة الكترونية حين تحدث عن معارضيه بمدينة فاس، الأزمي النوّاض)، تفسر من كان يقف خلف ستار مشروع قانون 20.20 الذي خلق جدلا كبيرا وعرف باسم قانون الكمامة، لأن الغرض منه كان واضحا، وهو إسكات الفايسبوك وأصوات الفايسبوك المزعجة “الدبخشية”، التي أصبحت تشكل رقابة شعبية (شعبوية بمنطق النوّاض)، وبعد كلام الأزمي اليوم لم يعد هناك لبس حول الجهة التي دفعت بمشروع قانون الإسكات والتضييق، رغم نجاح كتائب الانكشارية في تسويق الرميد كمعارض له، عبر قيامه بتسريب مذكرته الجوابية كوزير لحقوق الإنسان، التي تتضمن مضامين القانون، في فترة طبعتها لعبة التسريبات وممارسة الشعبوية الحقيقية داخل حكومة اللاتجانس.
وأما عن اتهامه للمؤثرين كما وصفهم، بزعزعة الاستقرار وخلق الضبابية أمام الأحزاب والمجتمع المدني، فما هو في الحقيقة إلا إشارة واضحة لا تقبل تفسيرين، على أن النوّاض وصحبه، بلغوا من تضخم الأنا والانتعاش بالكراسي مبلغا أصبح معه كل صوت معارض، في حكم المهدّد لجلوسهم بمنطقة الأمانsafe zone التي لم يتوقعوا يوما أن يقطنوها. ولكن الخطير في هذا الباب والذي يستوجب فتح تحقيق عاجل هو ما صرح به بخصوص تلقي الفايسبوكيين أموالا نظير انتقاد أو “مهاجمة” “النواضيون”، وهذا الكلام ليس جديدا فلقد دوّنه قيادي من شبيبة الحزب قبله، و صرحت به برلمانية من فريقهم هي الأخرى، وبالتالي نحن أمام اتهامات صريحة ومباشرة، بل ومخطط لها في كواليس الحزب، تستوجب الوقوف الجدي عندها، وإلا سيتم استعمالها من أجل نسج خطاب المظلومية و ترديد نشيدهم المفضل “انا لمسيكينة وانا لمظليمة” الذي يتقنونه حد الاحتراف، خصوصا مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.
ولكي نختم هذا التفاعل مع تصريح صاحب التعويضات والرواتب المتعددة، لابد من الرد على دعوته للجلوس من أجل المحاسبة، وكيف كانوا قبل أن نعرفهم، وهذه دعوة أظهرت جانبا اخر من شخصية الأزمي، كنا نعتقد أن بنكيران وحده من يملكه، روح الدعابة، فيكفي أن تضع صورة أحدهم قبل وبعد، لتجد نفسك قد تذكرت دكتور التجميل التازي، لكن التجميل هذه المرة ليس بعمليات أو باستعمال البوتوكس، بل تجميل اسمه “الريع” والامتيازات….أضحك الله سنك يا رجل، وعفاك الله من الدبخشة ماظهر منها ومابطن”