عزوزي بدرالدين – متابعة
قال الدكتور معاذ المرابط، منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة، في تصريح حصري لجريدة “24 ساعة” الإلكترونية، أن الوضعية الوبائية بالمغرب دخلت في منعرج سيء، فمنذ 3 أسابيع و المملكة تسجل تسارعا في عدد الإصابات المسجلة، سابقا ورغم إرتفاع عدد الحالات كانت سرعة إرتفاع الحالات منخفضة و التي أصبحت ترتفع أسبوعا بعد أسبوع، و كذلك انتقل المغرب منذ 3 أسابيع من المستوى البرتقالي للمستوى الأحمر و حاليا هناك 29 عمالة و إقليم و مدينة في المستوى الأحمر ما يعني تجاوز عتبة 50 حالة لكل 100 ألف نسمة في الأسبوع. و كمثال للوضعية الوبائية المتسارعة فاليوم السبت تجاوزنا ما سجلناه الأسبوع الماضي في إجمالي الوفيات كما أن الحالات المسجلة هذا الاسبوع ستتجاوز ما سجلناه الأسبوع الماضي كذلك ووبالتالي فالوضع الوبائي إنعرج منعرجا سيئا في بلادنا للأسف الشديد.
وفسر المرابط، مقدم الحصيلة اليومية السابق بوزارة الصحة، الإرتفاع الملحوظ في عدد الإصابات، بكون المغرب دخل المرحلة الثالثة من الوباء أي الإنتشار الجماعي، كما أن عملية الرصد و متابعة المخالطين يعطي صورة حقيقية عن الوضعية الوبائية، و الدور الذي تقوم به فرق الصحة التي تشتغل ليل نهار من فرق الإستجابة السريعة و الأطباء و الممرضين في الصفوف الأمامية مع المرضى و المختبرات مدعومين بالسلطات المحلية، الذين يشتغلون ليل نهار و فوق طاقاتهم للكشف عن أكبر عدد من الحالات و حصرها و إخضاعها لبروتكول العلاج.
و أكد منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة، أن المغرب لا يعرف موجة ثانية لتفشي الوباء، بل نعرف فقط موجة أولى مستمرة منذ 2 مارس عكس أوروبا التي عرفت موجة أولى كبيرة و بعد إنخفاض و إنحصار المصابين عرفت موجة ثانية، نحن عندنا فقط موجة أولى تخللتها مويجات (الحالات الواردة ثم البؤر العائلية و الصناعية ثم المويجة التي نعرفها حاليا و المستمرة منذ شهر يوليوز و المتعلقة بالرفع المتقدم للحجر الصحي) وعليه يجب التفريق بين الموجة و المراحل.
وبخصوص البرتوكول العلاجي، قال الدكتور معاذ المرابط، أن البروتكول لا بالنسبة للحالات و لا بالنسبة للمخالطين لا يتم تغييره بل يتم تحيينه وفق 4 عناصر :
– ما يتوصل إليه العلم من معرفة حول الفيروس
– توصيات المنظمات الصحية العالمية مثل منظمة الصحة العالمية و مركز مراقبة الأمراض بالولايات المتحدة الأمريكية و غيرها من المؤسسات العلمية العالمية
– الوضع الوبائي الوطني
– المعطيات الميدانية و الدراسات و الأبحاث التي تجرى للإجابة عن أسئلة محددة لذلك يسجل المتابع تحيين دائم البروتكول العلاجي المعتمد مثل باقي الدول العالمية لأن الفيروس جديد.
و ختم المرابط تصريحه بالحديث عن الحجر الصحي، وسجل أنه منذ رفع الحجر الصحي في المغرب تم وضع مؤشر/ عتبة 50 حالة لكل 100 ألف نسمة كمعدل إصابة أسبوعي في كل المناطق و حين تجاوز هذه العتبة تصبح المنطقة حمراء، و يتوجب فرض مجموعة من الإجراءات المتعلقة بتحديد و منع بعض الامور كمنع التنقل و منع التجمعات و فرض أوقات إغلاق المقاهي و المطاعم و المتاجر و الأسواق… حسب الحالة الوبائية مثل ما تم في مجموعة من العمالات و الأقاليم. و شدد على أن الحجر الصحي كما عشناه إبتداء من شهر مارس يبقى أمرا واردا معتبرا أنه قرار إستراتيجي و سياسي بيد الدولة، كما أكد أنه في حالة إرتفاع الحالات بشكل كبير لا يمكن أن نترك الفيروس ينتشر و من الطبيعي أن تتخذ إجراءات أكثر كما تفعل كل الدول في إنتظار إيجاد لقاح يمكِّن من تغيير جذري لهذا الوباء على الصعيد الوطني و العالمي .