مريم البشيري
يعد سرطان الثدي عند الرجال من الأمور نادرة الحدوث ، إذ يمثل حوالي 1 % من جميع حالات سرطان الثدي ، وأقل من 1 % من جميع حالات الأورام السرطانية في الرجال .
تم إجراء دراسة هدفت إلى إبراز السمات السريرية والنسيجية والتنبؤية والعلاجية لهذا الورم النادر من أجل المساهمة في تحسين استراتيجية علاج هؤلاء المرضى ، حيث أجرينا دراسة رجعية ( بأثر رجعي ) على 40 مريض تم جمع بياناتهم في مركز محمد السادس لعلاج الأورام السرطانية في الدار البيضاء ، وذلك في الفترة بين يناير 2000 وحتى ديسمبر 2012 .
بلغ متوسط عمر هؤلاء المرضى 62 عام ، في حين بلغ متوسط وقت الاستشارة 12 شهر . كذلك فقد كان الفحص الذاتي لمنطقة حلمة الثدي والشعور بوجود ثمة شئ ما غير صحيح هو السبب الرئيسي الذي دفع 90 % من إجمالي الحالات للحصول على المشورة الطبية المتخصصة . أيضا فقد ثبت أن سرطان القنوات اللبنية النافذة هو النوع النسيجي السائد في 90 % من إجمالي الحالات .
اعتمد علاج معظم الحالات على الاستئصال الجراحي لنسيج الثدي ، متبوعا بعلاج مكمل يتكون إما من العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي أو العلاج الهرموني ، أو من أكثر من خيار علاجي منهم . حيث يتم تحديد الخيارات العلاجية بناء على مرحلة الورم وخصائصه النسيجية .
بلغ متوسط وقت المتابعة لهذه الحالات حوالي 38 شهر ، وقد تكللت الجهود بالشفاء التام لعدد 16 مريض ( 40 % من إجمالي الحالات ) ، كذلك فقد عاني 3 حالات ( 7.5 % من إجمالي الحالات ) من معاودة ظهور الورم بنفس الموضع السابق ، بينما عاني 5 مرضى ( 12.5 % من إجمالي الحالات ) من معاودة ظهور الورم بموضع مغاير للموضع السابق . بينما انتشر الورم بشكل رئيسي إلى العظام في 62 % ، تليها الرئتين والكبد . أيضا فقد توفي 10 مرضى ( 25 % من إجمالي الحالات ) .
يتشابه سرطان الثدي عند الرجال مع سرطان الثدي عند النساء ، إلا أنه قد يحمل بعض السمات الخاصة . ومن هذا المنطلق تأتي أهمية إجراء دراسات عشوائية مستقبلية على نطاق أوسع من أجل تحسين الوسائل العلاجية المستخدمة ، وزيادة معدلات الشفاء من هذا المرض ، والحد من تأثيراته النفسية السلبية .
أخصائية تشخيص الأورام وعلاج الأورام السرطانية بالدار البيضاء