الكثير من المتتبعين الرياضيين وجماهير الكرة المستديرة عبر العالم، قد يفاجأ للوهلة الأولى عند اكتشاف مسار والحياة الرياضية المهنية للمدرب الفرنسي الكبير” هيرفي رونار”، حيث يخال الجميع أن الرجل استهل مساره بإنجازات باهرة وتتويجات عالمية رفقة نخبة من الفرق الرياضية العالمية، وحقيقة الأمر ، وبالنظر إلى كرونولوجيا الحياة الكروية ل”رونار”، يتبين أن المدرب الشهير بدأ لاعبا “صغيرا” جدا في إشعاعه، بل وبمشاركة رياضية يقال عنها فاشلة وضعيفة الأداء، ومع فرق مصنفة في ذيل ترتيب فرق فرنسا.
جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، تقدم لقرائها ، نبدة منتقاة وموجزة، عن المسار المهني الرياضي للمدرب الشهير “هريفي رونار”.
بدأ إسم ” رونار” يتداول كثيرا في المغرب،خلال الفترة القصيرة التي تلت خبر إقالة المدرب الوطني بادو الزاكي، حيث دخل الشارع الرياضي المغربي في حالة من الانتظار و التطلع، وانطلقت عملية تداول مجموعة من الأخبار حول مدربين أجانب تسعى الجامعة الملكية للتعاقد معهم من أجل قيادة المنتخب الوطني.
حينداك كان ” هيرفي رينارد ” من بين أبرز هذه الأسماء، هذا المدرب الفرنسي ولد بتاريخ 30 شتنبر 1968 بفرنسا، وكانت بدايته الكروية كالآتي:
لاعب بسيط
بدايات “هيرفي رينارد” عكس ما يعتقده المتتبعون ، حيث أنه لم يستهل مساره لاعبا مشهورا، ذلك أنه لعب لمجموعة من الأندية الفرنسية التي تزاول في الأقسام السفلى من الدوريات الفرنسية، و لم تعرف مسيرته سوى مشاركة وحيدة في الدرجة الأولى رفقة فريق ” مارتا راسينغ” موسم 1988/1989، حيث كان يشرف عليه آنذاك المدرب الفرنسي الشهير “جون فيرنانديز”.
بداية غير موفقة في عالم التدريب
و مثل بدايته كلاعب لم يفلح في بدايته كمدرب، حيث مباشرة بعد انتهاء مسيرته المتواضعة كلاعب، دخل هيرفي رينارد عالم التدريب، حيث درب فرقا فرنسية و انجليزية.
و بعد هذه التجارب المتواضعة، انتقل رينارد لتدريب المنتخبات، حيث وجه بوصلته نحو إفريقيا، و ارتبط بمنتخب غانا سنة 2007 قبل أن ينفصل عنه و ينتقل إلى تدريب منتخب زامبيا حيث استمر معه لمدة سنتين 2008/2010.
و مباشرة بعد تجربته مع زامبيا و الوصول معه إلى ربع كأس إفريقيا للأمم سنة 2010، انتقل المدرب الفرنسي هيرفي رينارد لتدريب منتخب أنغولا، تجربة لم تدم سوى ستة أشهر، ليرحل إلى شمال إفريقيا و يوقع على عقد تدريب مع فريق اتحاد الجزائر، عقد لم يستمر طويلا، حيث انفصل الطرفان بسرعة.
العودة إلى زامبيا وبداية الإشعاع
ومن أجل تدارك تجاربه الفاشلة رفقة كل من أنغولا و اتحاد الجزائر، قرر هيرفي رينارد العودة لمنتخب زامبيا سنة 2011، حيث أشرف على المنتخب الأول و قاده إلى تحقيق إنجاز تاريخي، و هو الفوز بكأس إفريقيا للأمم سنة 2012، و هي المرة الأولى التي يحقق فيها منتخب زامبيا هذا اللقب.
“مطرب الحي لا يطرب “فشل التجربة في البلاد الأم فرنسا
رحلة عودة “هيرفي رينارد” إلى بلاده الأم فرنسا لم تكلل بالنجاح حيث بعد هذا الإنجاز مع منتخب زامبيا، توقع الكثيرون إستمرار المدرب الفرنسي رفقة هذا المنتخب لمدة طويلة خصوصا انه قاده للتتويج القاري، إلا أن ” رونار” فضل الدخول في تجربة إحترافية أخرى، هذه التجربة للعودة إلى فرنسا، و التوقيع على عقد تدريب رفقة فريق “سوشو” الفرنسي، خطوة لم تلق نجاحاكبيرا، مما دفع رينارد إلى حزم حقائبه و العودة إلى القارة السمراء.
الكوت ديفوار تعيد “الثعلب” إلى واجهة التتويج
حط “رونار ” الرحال، مجددا في الساحة الرياضية الإفرقية، لكن هذه المرة، عبر تدريب منتخب الكوت ديفوار، قرار كان في محله، حيث نجح هيرفي رينارد في قيادة فيلة الكوت ديفوار إلى إحراز اللقب الإفريقي سنة 2015.
خيبة أمل جديدة بفرنسا
و بعد هذا الإنجاز التاريخي، فاجأ رينارد الجميع، و ذلك بعدما قرر الرحيل عن الكوت ديفوار و التوجه مرة أخرى لفرنسا، حيث أشرف على تدريب فريق ليل الفرنسي و هي التجربة التي لم تلق النجاح المنتظر، لتتم إقالته من منصبه.
“رونار” عامل نظافة … حتى اجتماعيا بدأ بسيطا
لا يخجل دائما من ذكر كونه كان عامل نظافة، “رونار” عمل ما في وسعه لكي يصبح لاعب كرة قدم محترف لكن الحظ لم يحالفه، و ما زاد الطينة بلة هو الإصابة التي تعرض لها في سن صغيرة و التي ساهمت هي الأخرى في إبعاده عن ممارسة رياضة الكرة، الشيء الذي جعله يختار مهمة التدريب.
“رونار” الفرنسي الثاني الذي قاد سفينة الأسود إلى الحلم الأممي
أفلح “رونار” في قيادة سفينة أسود الأطلس صوب الحلم الأممي الكروي بروسي 2018، حيث ضمن رفقة النخبة الوطنية التأهل لكأس العالم لأول مرة في مسيرته، بعد أن قاد أسود الأطلس لمعانقة العرس العالمي لخامس مرة في تاريخ كرة القدم المغربية، وسجل اسمه كثاني مدرب فرنسي، ورابع مدرب أجنبي يوصل الأسود إلى نهائيات الموسم الكروي العالمي.
قصة تحدي ونجاح جمعتة “الثعلب” رونار و”الأسود”
هيرفي رونار أشرف على قيادة النبة الوطنية خلال 24 مباراة، 5 منها في تصفيات كأس افريقيا تأهل خلالها إلى دورة الغابون 2017، وواحدة أمام الكاميرون التي تستقبل النهائيات سنة 2019، وأربع في نهائيات الغابون، بالإضافة إلى 6 عن الاقصائيات المؤهلة إلى المونديال، فضلا عن تسع وديات.
وظفر رونار والأسود 14 فوزا، إضافة إلى 5 تعادلات، مقابل خمس هزائم، ثلاث منها رسمية.