“Despacito” أو بهدوء! فقد يصعب على الشباب مجاراة خرافات الفاشلين، أولا لأن الفشل المتكرر ينقض الأهلية العقلية، وبالتالي فإلياس العماري، “سوبر ستار” الفشل والبراح السابق لقومة اليسار الجذري، لا يستحيي ولا يستطيع للحياء سبيلا.
وليس بالغريب على إلياس، الفارّ من سياقة الجرار، أن يحاول الاختباء وراء رفع خطاب المظلومية، وليس له -بطبيعة ثقافته- إلا الركوب على من يعتبرهم “السي الهرطوقي” الحائطَ القصير قصد زعزعة الرأي العام بمقولة “السفينة تغرق فلا تحاسبوا من أغرقها”. وهنا ينسف إلياس مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة ويرسّخ عرف الإفلات من العقاب. والثانية أن السي إلياس، رئيس الجهة، هو جزء من المشكل، فكيف يسمح لنفسه أن يكون جزءا من الحل السحري الذي سينقذ السفينة؟!
ولنفترض، من باب الوطنية المشتركة، أن السي إلياس، الفارّ من سياقة الجرار، يقترح الجواب عن سؤال ما العمل؟! فما الذي -يا ترى- منعه من الاستبسال في تطبيق حله من موقعه السابق والحالي في المسؤولية؟! ومن ذا الذي منعه من مواجهة قانونية مع الجهات التي يتحجّج بعرقلتها له؟!
وعندما يقر إلياس المستقيل بحقيقة سوء اختياراته الداخلية، فلماذا فضل “السي الهرطوقي” الفرار من سياقة الجرار وهو يعلم أن فراغ منصب الأمين العام، بحكم اختصاصاته التي يمنحها له القانون الأساسي لحزب الأصالة والمعاصرة، يعتبر عرقلة لتفعيل باقي إجراءات المحاسبة الداخلية؟ لقد كان إلياس العماري ملزما، قبل أن يستقيل، بإصدار قرار إحالة كل المتخاذلين الذين يرأسون باسم حزبه الجماعات المحلية المعنية وأعضاء وعضوات الفريق الرلماني المستهترين بعدم حضور الجلسات البرلمانية المخصصة لمناقشة التشريعات القانونية والتصويت عليها، إحالة كل هؤلاء على لجنة الأخلاقيات والتحكيم والتأديب وعقد دورة استثنائية لبرلمان حزب الأصالة والمعاصرة ومحاسبة الجميع مؤسساتيا؛ فليس بالاستقالة الفردية نستطيع تزييف الحقائق.
إن “الرئيس الهرطوقي” قبل أن يستقيل لفظته عشيرته والأقربون والمقربون في الريف، الذين لم يتركوا لنا مجالا للمزيد من التقريع السياسي. فلا يوجد أقبح من أن تصبح منبوذا، مرفوضا، عديمَ المصداقية في أنظار أطفال وشباب ونساء ورجال وشيوخ بني جلدتك، تترأس جهتهم وتعرف تفاصيل همومهم ولم تستطع أن تقدم لهم وساطة الشجعان الاستباقية بالتحلي بالذكاء والكفاءة في أداء مهامك أولا وليس التخادل والاختباء وراء خطاب خرافة “الحوار الفاشي للقيادات الحزبية الشعبوية”، الذي لا يمكن أن يدخلك إلا في خانة الفاشل الذي فضحه الكرسي “كاشف العورات”.
وحيث أن المناسبةَ شرط، أبوح لك بهذه الأبيات الشعرية عساها تلهمك صحوة الضمير والابتعاد عن شر الخرافة السياسية.
سيدي المسؤول !
جهتكم تسقى بالدموع..
تلاعبتم بوجدان الجموع..
أنت تغادر باستقالة!
تافهة الموضوع..
رفقا بالرّيف والنساء..
رفقا براحة يد مبسوطة
تناجي رب الماء والسماء…
رفقا بأخطاء الشباب..
رفقا بواقع العذاب..
سيدي المسؤول؟!
شرط التعيين
سمو القانون
ثم أبشر!
فلا إفلات من العقاب..
أشعلتم النار
أحرقتم حبال الحناجر..
تستبقون القرار
بمظلومية الفرار
تتركون الشباب
تحت واقع المساطر..
سيدي المسؤول
لا تستعن بالطلسم
فقط، اعترف بذنبك!
سيظهر مفعول البلسم
سنشتمّ الأمل من تلك العنابر…
سيدي المسؤول
هنيئا لكم بالتخاذل!
هنيئا لكم بمعلقات “الحْروز”
ومربعات “الجداول”
هنيئا لكم بالتنجيم
والعرّافات “الحرائر”…