وجه عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول السابق، دعوات لحضور احتفالية الإعلان عن صدور مذكراته “أحاديث ما جرى”. وتوزعت فصول المذكرات بين طفولة اليوسفي بمدينة طنجة، ومراهقته وانخراطه في المقاومة المغربية في أربعينيات القرن الماضي. بالإضافة إلى فصول يحكيها الزعيم السياسي عن المهدي بنبركة وعن معارضته السياسية والانقلاب على الحكم، وكذا علاقته بالجزائر وما يعرفه عن اغتيال عمر بنجلون. ناهيك عن كواليس تقلده السلطة في ما عرف بالتناوب، الذي سيختم به اليوسفي مساره السياسي في سنة 2003.
وأكد بودرقة في مقدمة الكتاب أنه طالما حاول إقناع اليوسفي بتدوين سيرته، خصوصا أدواره ومواقفه في الحركة الوطنية، وفي المقاومة وفي جيش التحرير، وكذلك في “ما شهدته بلادنا من أحداث جسام بعد استقلالها”. ويضيف كاتب المذكرات أن اليوسفي كان يقابل إلحاحه بصمت، أو بابتسامة عريضة “تحمل كل المعاني والتاويلات”.
وذهب رفيق اليوسفي إلى ما سبق أن قاله الأخضر الابراهيمي في حق اليوسفي بأنه “يلوي لسانه سبع مرات قبل أن يتكلم”. لهذا يقول بودرقة، إنه شرع في تجميع وتوثيق ما يتصل من إنتاجات اليوسفي، وهي “غزيرة ومتنوعة موصولة، بماضيها ومنفتحة على مستقبلها”. وتتمحور في الفكر والسياسة، على “مستوى حقوق الانسان والإصلاحات السياسية والدستورية، وصولا إلى تحمل المسؤوليات الأولى في قيادة حزبه وعلى مستوى رئاسة السلطة التنفيذية”.
من جهة أخرى، وارتباطا بتقلد زمام السلطة في فترة التناوب لا سيما بعد وفاة الحسن الثاني، يحكي اليوسفي في مذكراته عن كواليس توليه الحكومة، وكيف تلقى خبر إعفائه من منصب الوزير الأول ليعّن بدلا عنه إدريس جطو.