عبد الشافي خالد *
استغل الرئيس الجزائري السيد عبد المجيد تبون ذكرى استقلال بلاده لإجراء حوار تلفزي مع قناة فرنس 24 بالفرنسية ، والذي استغرق أقل من نصف ساعة ونشر على الموقع الالكتروني للقناة يوم 4 يوليوز الماضي. وقد تطرق الحوار الذي تم داخل قصر المرادية لعدة ملفات، وهو القصر الذي دخله تبون قبل أقل من سنة إثر فوزه في انتخابات مثيرة للجدل كونها أجريت في خضم حراك شعبي جزائري غير مسبوق منذ استقلال البلاد سنة 1962 ،يطالب بإنهاء حكم الجيش للدولة ، تارة بوجه سافر ، وأحيانا عبر الدفع بوجوه من جبهة التحرير الوطني الذي ظل الحزب الوحيد عمليا منذ أكثر من خمسة عقود ، إلى حد أن تهديد هيمنته سنة 1991 ، وبالتالي سيطرة الجيش على مقاليد الأمور قد أدى الى دفع الجزائريين لتكلفة باهظة خلال ” العشرية السوداء ” ، حيث قتل عشرات الالاف بعد انقلاب الجيش على نتيجة الانتخابات التشريعية في 1991 التي أفرزت فوز حزب ” جبهة الإنقاذ الإسلامي ” ،والنتيجة معروفة…
وبعد ان أذيق الشعب الجزائري جميع أنواع الويلات إبان الحرب الأهلية ، استقدم الجيش عبد العزيز بوتفليقة سنة 1999 فتمت مقايضة الشعب بين القبول بمرشح الجيش والأمن والاستقرار أو الاستمرار في الإرهاب والتقتيل …خاصة ان منافسيه جميعهم قد انسحبوا قبل يوم الاقتراع بعد التيقن بأن نجاحه مضمون كونه مرشح الجيش ليس إلا ،وبهذه الصفة استمر لعقدين من الزمن على رأس الدولة كواجهة شكلية لنظام عسكري مكنه من إمكانية تعديل الدستور لثلاث مرات متتالية فقط للبقاء في الحكم ، رغم أن ولايته الرابعة قضاها وهو نصف مشلول وشبه فاقد للقدرة الجسدية والأهلية العقلية والقانونية لإدارة دولة يحتكر فيها نظريا كل الصلاحيات التنفيذية، ويغيب فيها حتى منصب ” نائب الرئيس ” ،وطبعا لا سلطة لرئيس الوزراء في ظل نظام رئاسي على النمط الفرنسي شكلا،أما مضمونا فشيء آخر ، ويكفي ما يعرفه الجزائريون من نفوذ وسلطة كان يتمتع بهما أقرباء الرئيس مثل السعيد بوتفليقة وناصر بوتفليقة… لقد أدى تمادي الجيش الجزائري في احتقاره وإهانته لشعب ” المليون شهيد ” بترشيح رئيس شبه ميت لولاية خامسة سنة 2019 لاندلاع ثورة شعبية سلمية أشاد بسلميتها الجميع شعارها ” إسقاط النظام ” ومحاسبة رموزه ،وهذه الهبة الجماهيرية غير المسبوقة هي التي قلبت الطاولة على الجميع وخلطت الأوراق بعد تكسير الشعب لحاجز الخوف واحتراق ورقة ” التخويف بالعودة للعشرية السوداء”…
وفي كل الأحوال ، يظل الثابت الوحيد في السياسة الجزائرية منذ عقود ،رغم تغير واختلاف الرؤساء وتعاقبهم إما عبر الإقالة والانقلاب أو حتى الاغتيال كما وقع لبوضياف سنة 1992 ، قلت ثابت وحيد ظل يؤطر سياسة الدولة / الجيش الجزائري تجاه المغرب هو العداء غير المبرر والمرتبط بمصالح غير معلنة ، والذي يتجلى في احتضان وتمويل جماعة انفصالية تسعى لتقسيم ترابه تحت مسمى ” تقرير مصير سكان الصحراء الغربية ” ، وهي اللازمة التي يرددها كل الرؤساء وقادة الجيش تقريبا ، رغم أنها أسطورة لا يمكن أن تقنع حتى ” جثث الشهداء ” الذين استقدم تبون ما تبقى من رفات 24 منهم في نوع من الهروب للأمام تجاه مطالب الحراك.
وبالعودة للحوار المذكور ، وفي آخر خمس دقائق منه ،سأل صحفي القناة الفرنسية الرئيس تبون حول موقفه من ” خبر بناء المغرب لقاعدة عسكرية على الحدود مع بلاده ” ، وما قيل عن بناء الجزائر لقاعدتين عسكريتين على الحدود ردا على ذلك في ظرف يتميز بالتصعيد اللفظي بين البلدين “، فبماذا أجاب الرئيس تبون ؟
بالنسبة لخبر بناء الجزائر لقاعدتين رفض تأكيد أو نفي الخبر لأن ذلك من الأسرار العسكرية كما قال ، مضيفا بأنه يأمل” أن يتوقف التصعيد عند هذا الحد ” ،رغم استبعاده لاندلاع حرب بين البلدين ” لأن الحكمة دائما ما تطبع العلاقة بينهما في نهاية المطاف ” حسب تعبيره ، بل أضاف بأنه يتمنى ” التقدم والرفاه للمغرب الشقيق ” ، مكررا بأنه لا مشكل للجزائر مع المغرب عدة مرات في الخمس دقائق الأخيرة من الحوار التي خصصت للموضوع ،بل “المغرب من لديه مشكل مع الجزائر” حسب رئيسها السيد عبد المجيد تبون في ذات الحوار ، أما الجزائر “فلا تتعامل مع المغرب بأي خلفية ” .
أما اغلاق الحدود فسببه حسب تبون هو ” التصرف المهين ” للجزائريين من طرف المغرب ، ويقصد طبعا فرضه للتأشيرة عليهم لدخوله سنة 1994 بعد ثبوت تورط متطرفين جزائريين في الاعتداء الإرهابي في فندق اسني بمراكش والذي خلف قتلى وجرحى ، لينتهي في حواره بالتعبير عن استعداده لقبول أي مبادرة يقوم بها المغرب ، لأنه هو الذي يمكنه أن يقوم بمبادرة تغلق المشكل نهائيا يقول تبون في الحوار التلفزي نفسه.
لقد رفض تبون مقارنة علاقة بلاده بالمغرب بعلاقتها بفرنسا التي كال لها المديح ولرئيسها ايمانويل ماكرون ، وذلك لأن علاقة الجزائر بمستعمرها السابق لم تنقطع قط حسب تبون منذ الاستقلال رغم الشد والجذب ومشكلة الذاكرة والماضي الاستعماري… وهذا عكس المغرب الذي لمح بأن العلاقة معه غلبت عليها القطيعة خلال الفترة المذكورة.
إنه لمن الغرابة بل والسخرية أن ينهي الرئيس تبون لقاءه التلفزي بمطالبة المغرب بالقيام بمبادرة تغلق المشكل نهائيا في وقت ظل يكرر طيلة حديثه عن العلاقة بين المغرب والجزائر بأنه لا يوجد لديها أي مشكل معه!
ورغم أننا سنتجاوز هذا التناقض الصارخ في الخطاب الذي يشير إلى أن صاحبه لا يعي ما يقوله ربما ( تكرار غياب أي مشكل والانتهاء بمطالبة المغرب بمبادرة لإغلاق المشكل دون أن يحدد أي مشكل رغم علمنا بما يعنيه)،إلا أنني أجد نفسي مضطرا للتذكير بما نقوله منذ مدة طويلة ويعرفه غالبية المتابعين لملف الصحراء المغربية والصراع المغربي الجزائري…
السيد عبد المجيد تبون :
لا يسعنا المجال لسرد تفاصيل تاريخية عن تورط النظام الجزائري في احتضان وتمويل ودعم جماعة البوليزاريو الانفصالية المسلحة بأموال الشعب الجزائري ، والتي تعمل على زعزعة استقرار المغرب بل وتقسيم ترابه منذ أكثر من 40 سنة، أي منذ نشأتها سنة 1973 ، ثم خلق ما يسمى ب ” الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ” سنة 1976 ، والتي تظل بالنسبة لنا كمغاربة “جمهورية وهمية ” يستحيل القبول بقيامها على أرض نعتبرها مغربية مهما كلفنا الثمن والتضحيات،فنحن لن ننسى تضحيات شهدائنا في معارك تطهيرها من الانفصاليين المسلحين والمرتزقة ، وملايير الدولارات التي صرفها المغرب من مال الشعب لتنمية منطقة كانت غداة تحريرها مجرد صحراء قاحلة …
السيد تبون :
هل تستطيع نفي أن بلدك أكبر داعم لهذه الجبهة الانفصالية ، وتسلحونها ضدا على مقتضيات القانون الدولي الذي يحظر بيع أو تسليم السلاح لغير الدول ذات السيادة خشية وقوعها في يد المجرمين والإرهابيين،وأنكم توفرون لها الغطاء الدبلوماسي عالميا وقاريا بل وعملتم على شراء اعترافات من دول فقيرة خلال نهاية السبعينات وبداية الثمانينات ولم ترتاحوا إلا بعدما تم الدوس على ميثاق منظمة الوحدة الافريقية والاعتراف بعضوية الجمهورية الوهمية فيها سنة 1984 ،مما جعل المغرب ينسحب من تلك المنظمة التي ابتدعت سابقة عالمية باحتضان “دولة ” غير معترف بها في الأمم المتحدة ، ولا تمتلك أي من مقومات الدولة من تراب وشعب وسيادة…
السيد تبون :
عبر النظام الذي تمثلون واجهة شكلية له لا غير،تلقت جبهة البوليزاريو الانفصالية الأسلحة لمحاربة للمغرب لأكثر من 15 سنة، وسقط الالاف بين قتيل وجريح وأسير من الطرفين ،وظل المغرب لعقود يطلب من الجزائر الاعتراف بأنها الطرف الرئيسي في هذا النزاع المفتعل دون جدوى ، وظلت اللازمة التي تردد على لسان المسؤولين الجزائريين هي نفسها : ” نحن لسنا معنيين بمشكل الصحراء ، وهو مشكل بين المغرب وجبهة البوليزاريو”، وطبعا لم يعد هناك أي ساذج في العالم تنطلي عليه هذه الترهات والأكاذيب ، بل أصبح مجلس الأمن يدعو الجزائر كطرف في الصراع للحضور في المفاوضات التي أصبح المجلس نفسه يؤكد على ضرورة أن تقود لحل ” سياسي وواقعي وتوافقي” ، وذلك بعدما تم حسم موضوع تنظيم الاستفتاء الذي تيقنت الأمم المتحدة عبر أمينها العام بأنه غير واقعي ،أي مستحيل التطبيق ببساطة. هذا علما بأن المغرب كان قد قبل بمبدأ تنظيمه منذ 1981 ، حيث تنازل الملك الراحل الحسن الثاني آنذاك تلبية لملتمس قدمه أصدقاء وحلفاء المغرب قاريا ودوليا له للخروج من الباب المسدود وإنهاء حالة الحرب مقتنعا بأنه لن يكون إلا تأكيديا لمغربية الصحراء . وقد صدق الحسن الثاني لما قال ذات يوم فيما معناه بأنه ” في موضوع الصحراء يعتبر المغربي الأكثر اعتدالا ” ، فقد رفض جزء من النخبة السياسية آنذاك مبادرته بقبول الاستفتاء ومنهم من عوقب جراء معارضته تلك وهم قادة سياسيين مثل عبد الرحيم بوعبيد …
أما خلفه الملك محمد السادس الذي زعمت السيد تبون في حوارك بأنه ” لا مشكل لكم معه بوصفه ملك المغرب ” فقد حاول تجاوز الجمود الناتج عن فشل مسلسل الاستفتاء واقترح مبادرة سنة 2007 هي ” الحكم الذاتي ” لساكنة المنطقة تحت ظل السيادة المغربية ، ورغم أنه عبر عن استعداده لمناقشة تجويده إن أصبح أرضية وحيدة لأي مفاوضات مقبلة ،ورغم أن مجلس الأمن وصف المبادرة “بالجدية وذات المصداقية ” ، إلا أن النظام الجزائري ظل وفيا لخط معاداة المغرب وكان أكبر معارض لهذه المبادرة في العالم ، في وقت لا يعرف خصوم المغرب سوى ترديد مقولة ” تقرير المصير ” والذي يؤولونه طبعا تأويلا وحيدا هو الذي سيقود ” لاستقلال الصحراء أي الانفصال ” ، وهذا الكلام يرددونه منذ 47 سنة !
السيد تبون :
نحن نعلم بأن الجيش الجزائري يستولي على 25 في المئة من ميزانية بلدكم سنويا بمبرر حماية 7000 كلم من الحدود ، وكأنه يهيئي لحرب ضد قوى استعمارية توجد على حدود بلاده ، كما نعلم بأنه خلال العقدين الأخيرين بذر النظام الجزائري حوالي 1200 مليار دولار لم يستفد منها الشعب الجزائري ، ونعلم بأن الشعب الجزائري أيضا لم يسبق أن قرر مصيره منذ استقلاله عن فرنسا سنة 1962 ، والحالة الوحيدة التي حاول فيها أن يفعل ذلك سنة 1991 تم إجهاض إرادته عبر الانقلاب على نتيجة الانتخابات التي أعطت حزب جبهة الانقاذ الإسلامي الأغلبية فعوقب الشعب لأكثر من 8 سنوات بقتل عشرات الالاف وسجن وتعذيب مثلهم خلال ما سمي بالعشرية السوداء ،لقد أدى الاشقاء الجزائريين ثمنا فادحا لمجرد تصويتهم للإسلاميين، بل اغتيل الرئيس بوضياف نفسه سنة بعد ذلك للاشتباه في أنه ضد إرادة الجنرالات المتحكمين في كل شيء : في السلاح والسياسة والاقتصاد وحتى في الإعلام…
ونحن نعلم كذلك بأنك السيد تبون قد فزت في آخر استحقاق انتخابي بنتيجة 58 في المئة من الأصوات من أصل 8 ملايين صوت ونصف في انتخابات لم تصل فيها نسبة المشاركة ل 40 في المئة من الناخبين المفترضين ، وهذا يعني حسابيا بأنك ” أدخلت ” لقصر المرادية بأقل من 5 ملايين صوت من أصل 22 مليون ناخب جزائري ،علما أن منافسيك الأربعة قد تحفظوا عن تهنئتك بالفوز .أما الشعب الجزائري فقد استمر في الخروج للاحتجاج في الشوارع كما كان قبل الانتخابات وما سبقها بعد نجاحه في إجبار الجيش على إزالة إسم بوتفليقة من لائحة الترشيح للعهدة الخامسة،لقد رفض الحراك تنصيبك من طرف نظام كنت فيه وزيرا أولا ذات يوم ، ويطالب الناشطون بإسقاطه ورحيل رموزه السياسيين والعسكريين والاقتصاديين كلهم ، ولا يطالبون بإصلاح هذا النظام ،لأن الشعب قد فقد الثقة بعد حوالي ستة عقود من الكذب واحتكار الوطنية ومشروعية النضال ضد الاستعمار للاستحواذ على خيرات البلاد والتحكم في السلطة والقضاء عمليا على أي معارضة جدية ومنظمة …
السيد تبون :
إعلم بأنك لا تمثل حتى ربع الناخبين الجزائريين مما يعني افتقادك للمشروعية السياسية للحديث باسم الشعب الجزائري ، هذا أولا ، وثانيا إسمح لي أن أقول لك بأن بين المغرب والجزائر لا يوجود مشكل فقط، بل توجد بينهما في الواقع ” حربا في حالة كمون ” ،فكثيرا ما جنب المغرب بحكمة نظامه وتعقله واعتداله المنطقة حربا مدمرة للجميع نتيجة للاستفزازات المتكررة التي يحرض الجيش الجزائري الانفصاليين على القيام بها ضد التراب المغربي ….
فإن لم يكن احتضان جماعة مسلحة انفصالية تسعى لتقسيم بلد جار بالقوة إعلانا للحرب على هذا البلد، فكيف يمكن أن يكون إعلان الحرب ؟ وكيف يمكن أن نصف موقفكم خارج أسطورة وخرافة ” دعم الجزائر الثابت للشعوب المكافحة لتقرير مصيرها “، فهذا التبرير لا يختلف عن نفيك السيد تبون وجود أي مشكل أصلا بين بلدك والمغرب !
السيد تبون:
ألم تدشن دخولك لقصر المرادية بمراسلة عدة دول إفريقية للاحتجاج على فتحها لقنصليات في الصحراء المغربية ؟ وأصلا لماذا تتضايقون من إنشاء المغرب لقاعدة عسكرية داخل حدود ترابه في منطقة غير متنازع عليها أصلا ؟ ألم يطرح النظام الجزائري مقترح لتقسيم الصحراء سنة 2002 ؟ من يمول البوليزاريو ومن يسلحها ؟ ومن يوفر الحماية والغطاء السياسي لقادتها المعيّنين ضد إرادة ساكنة المخيمات في اختلاس المساعدات الأجنبية ؟ ومن يرفض تنفيذ توصيات مجلس الأمن حول ضرورة إحصاء المقيمين بالمخيمات؟ ومن يستغل الرياضة والفن والثقافة وكل شيء للتشويش على المغرب ووضع العقبات امام تطوره وتسميم علاقاته بحلفائه وأصدقائه ؟
السيد عبد المجيد تبون :
الشعب الجزائري ينتظر من الجيش الذي نصبك ضدا على إرادته في التغيير الجذري أن ينسحب من التحكم في الدولة ويتخلى عن السلطة ويتركه يقرر مصيره دون وصاية او تخويف بقوة السلاح ، وذلك لبناء دولة ديمقراطية بعد أكثر من 58 سنة من الضحك عليه وسرقة ثرواته باسم ” تراث شهداء التحرير ” وباقي المقولات الفارغة التي اقتنع هذا الشعب الشقيق بكذبها ولم يرد أن يعيد الكرة لأن المؤمن لا يلدغ من نفس الجحر مرتين ،استعد لمواجهة الاحتجاجات بعد انجلاء الوباء واترك المغرب بشعبه وملكه وترابه في سلام ، فلن تجد منهم إلا السلام ، وهذا في صالح الجميع ، أما أوهام ” القوة الإقليمية ” التي كررتها في بداية حوارك مع القناة الفرنسية فسيكون الوقت قد فات لما تقتنعون بأنها مجرد أوهام كغيرها ،فالنفط لا يجعل من الدول قوى إقليمية ، خاصة إن كانت لا تضمن لشعبها حتى القمح والحليب…
*أستاذ الفلسفة بالثانوي وباحث في العلاقات المغربية الإفريقية