حاوره : عزيز ادريوشي
تسارعت وتيرة التطورات التي عرفتها قضية الصحراء المغربية، وتضاربت التصريحات والمعطيات بهذا الصدد، وكان أبرز الادعاءات الصادرة عن أبواق الجزائر وصنيعتها ما راج بخصوص الموقف التركي من هذا النزاع الإقليمي، حيث روجت أذرع الجارة الشرقية الإعلامية أخبارا مفادها بأن تركيا بصدد إعادة تقييم موقفها من النزاع القائم بمنطقة الصحراء. وكان مصدر هذا التصريح هو الصحافة الجزائرية التي نسبته بدورها لمسؤول أمني تركي كبير، وعضو بارز في حزب العدالة والتنمية التركي. وهو ما حذا بجريدة ”24 ساعة” الإكترونية لإجراء حوار مع السفير التركي في الرباط ، أحمد أيدين دوغان. وفيما يلي نص الحوار :
كيف تنظرون إلى العلاقات بين المغرب وتركيا؟
تتمتع تركيا والمغرب بعلاقات جيدة، ويعتبر الشعبان التركي والمغربي نفسيهما أصدقاء وإخوة، ولديهما تبادلات اقتصادية وثقافية واجتماعية قوية، كما أن التعاون الثنائي والمشاورات بشأن التطورات الإقليمية والدولية، تبقى مرضية.
في نظركم، ما هي سبل تحسين العلاقات بين البلدين وخاصة على الصعيد الاقتصادي؟
لدى بلدينا عدد من الآليات والوسائل من أجل تحسين علاقاتها الاقتصادية. هناك موضوعان على جدول الأعمال: التجارة والاستثمار. الزيارات والاجتماعات رفيعة المستوى ضرورية من أجل التحرك بسرعة في هذين الموضوعين الرئيسيين. وبالفعل، خلال زيارة السيدة روهصار بيكجان، وزيرة التجارة التركية، يومي 14 و 15 يناير 2020 إلى الرباط، اتخذ الوزيران التركي والمغربي المسؤولان عن التجارة قرارات مهمة. كما ذكر الوزيران بأنه بدأت المفاوضات لمراجعة اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا والمغرب (FTA) في نهاية شهر يناير. وعلى الرغم من القيود الناجمة عن الوباء، فإن الاتفاق القاضي بتعديل اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا والمغرب، تم التوقيع عليه في 24 غشت 2020. وتنص هذه الاتفاقية على معدلات ضرائب جمركية لأكثر من 1000 منتج صناعي تركي لمدة خمس سنوات من دخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ.
لقد تبنت تركيا موقفًا بناء في هذه المفاوضات. نحن نتفهم مخاوف المغرب بشأن العجز التجاري ونأمل أن تساهم هذه الاتفاقية الجديدة في جهود المغرب لتحقيق علاقات تجارية أكثر توازناً، وزيادة وتنويع عرضه الصناعي لسوقه المحلي وصادراته. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن اتفاقيات التجارة الحرة هي إحدى أدوات الاقتصاد ولا يمكنها، بمفردها، أن تخلق الآثار المتوقعة إذا لم تكن مصحوبة بأدوات أخرى مثل التصنيع المتكامل، والقدرة التنافسية، والتكوين والتسويق، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، والانفتاح الدولي، إلخ. تركيا ترغب في التعاون في كل هذه المواضيع وتبادل تجربتها وخبراتها مع المغرب. إن اللجنة المشتركة لاتفاقية التجارة الحرة وكذلك اللجنة الاقتصادية المشتركة، التي نرغب في تنظيم اجتماعها العاشر في تركيا، هي آلياتنا حيث يمكننا مناقشة هذه الأمور، بما في ذلك الأداء السليم لاتفاقية التجارة الحرة. أما بالنسبة للاستثمارات التركية في المغرب، فإن 160 شركة تركية تعمل حاليًا على توفير 10 آلاف فرصة عمل في عدة قطاعات، بما في ذلك التوزيع والمنسوجات والخدمات اللوجستيكية والسيارات. نحن نرغب في زيادة وتنويع استثماراتنا بالتعاون مع السلطات المغربية. ولهذه الغاية اقترحنا مسودة اتفاقية تيسير الاستثمار التي تستمر المفاوضات.
ما هو موقف تركيا الرسمي من ملف الصحراء المغربية، وخاصة العملية السلمية على مستوى منطقة كركرات؟
في رده على سؤال حول الإجراءات التي اتخذها المغرب لضمان حرية تنقل الأشخاص والبضائع في منطقة الكركرات، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية على أهمية الحفاظ على المنطقة، مفتوحة في وجه المرور بين المغرب وموريتانيا. وأشار إلى أن تركيا تدعم في هذا الشأن الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم في إطار قرارات مجلس الأمن الدولي.