هيئة التحرير – الرباط
خلقت دردرشة قصيرة نشرتها يوم أمس، جريدة “24ساعة” الإلكترونية، مع الباحث والاستاذ الجامعي الإسرائيلي إيدي كوهين، حالة من الغضب غير المسبوق لدى الجارة الجزائر، فأطلقت المواقع المحسوبة على العسكر لمهاجمة الجريدة ونعت صحافي الجريدة بالكلب، والعديد من النعوت التي لا تصدر إلا ممن تعلم مهنة صاحبة الجلالة من أغاني “الواي الواي” المبتذلة.
واذ نقدر حق التقدير ونتفهم جيدا، إكراهات الكتابة تحت الضغط وبأوامر صادرة من مسدس وبزة عسكرية، وبعد اتصالات هاتفية غاضبة تحمل تعليمات بالكتابة الفورية الغاضبة، فلا يسعنا إلا أن نعلن تضامننا مع جريدة “النهار” العسكرية، ومع محرريها، فالحرية في الكتابة نعمة لا يحس بها من اعتاد التحرير بال”الأمر اليومي”، وبنظام “أرسل من هاتف سامسونغ”، لأن ذلك المحرر يحتاج إلى من “يحرره” على رأي الرطيان.
وأما بخصوص نعت الصحافي بالكلب، فلعل الكلاب تتصف بالوفاء، وهي السمة التي يفتقدها، من كان للمغرب الفضل الكبير في “تحريره” من الإستعمار، عبر دعم المقاومة واحتضانها، ونحن هنا لا نمن، فلقد جبلنا كمغاربة على سياسة اليد الممدودة، لأننا شعب يحمل قيم ورثها عبر قرون، من تاريخ الدولة المغربية العريقة الضاربة في عمق التاريخ، ولايمكن أبدا أن نغضب حد السب تجاه طيش ومراهقة من لازال يبحث عن مفهوم الدولة.
ونعود مرة أخرى للتذكير، بأن ممارسة مهنة الصحافة، هذه المهنة المقدسة والجميلة، لايمكن خلطها بثقافة الأوامر العسكرية، و بال garde-à-vous وبالordre du jour، وعسى “النهار” أن يطلع في الجزائر، وتحرر معه الأقلام والأبدان، إلى الخلـــــف در..خطوة رياضية.
ويسعدنا أن نمرر رسالة عبركم، إلى الضابط المكلف بكم وبأقلامكم، مفادها أننا بدأنا للتو، ونتأسف مسبقا لما قد تسببه مقالات قادمة من ارتفاع للضغط الدموي، ولنا رجاء بسيط أن يترككم تكتبون بهدوء، لعلكم تنجحون في الكتابة دون سب وشتيمة وبعيدا عن قاموس “أخوتي راني مغبون توحشت عبد المجيد تبون”.