عبد الواحد درويش
مرة أخرى، يأبى حزب الله اللبناني المصنف من قبل غالبية دول العالم المتحضر كجماعة إرهابية إلا أن يحشر أنيابه القارضة في الشؤون الداخلية للمغرب.
ففي بلاغ له، أدان هذا التنظيم الإرهابي الظلامي قرار المملكة المغربية إستئناف علاقاتها الدبلوماسية مع دولة إسرائيل، العضو الكامل العضوية بمنظمة الأمم المتحدة.
لماذا يصر هذا التنظيم الإرهابي الذي أسسته وتموله وتوجهه إيران على حشر نفسه بدون مناسبة في الشؤون الداخلية لبلد كالمغرب كل همه تعزيز الأمن والسلم في الشرق الأوسط ودعم حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته الوطنية المستقلة التي تعيش جنبا الى جنب مع إسرائيل وفق مبدأ الدولتين الذي أقرته مفاوضات أوسلو..؟
نتذكر جيدا أن تورط حزب الله اللبناني، مدعوما من قبل السفارة الإيرانية بالجزائر، في مخطط لإرساء قاعدة لتدريب عناصر جبهة بوليساريو الانفصالية، كان السبب الرئيسي الذي أدى بالمغرب لإعلان قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران في فاتح مايو 2018.
نعلم جيدا أيضا أن حزب الله اللبناني الذي زرعته سنة 1982 جمهورية الخميني الإيرانية كخلية سرطانية خبيثة بجنوب لبنان كان في إطار مخطط إرساء “الهلال الشيعي” الذي يشمل أيضا تنظيمات إرهابية موالية لإيران بسوريا والعراق واليمن وفلسطين هدفها تقويض أي فرص للسلم بالمنطقة ومحاصرة البلدان الإسلامية المعتدلة ذات المدهب السني.
حزب الله الذي كان السبب في إشعال حرب مع إسرائيل بجنوب لبنان في يوليوز 2006 خلفت آلاف الضحايا وتركت دمارا مهولا أضحى اليوم يشكل دولة داخل الدولة اللبنانية وأصبح له جيش يتجاوز الجيش الوطني اللبناني في الأفراد والعتاد، وهو ينتظر الفرصة للانقضاض على هذا البلد المسالم الذي تتشكل غالبيته من المسلمين السنيين والمسيحيين.
المغرب، البلد المسلم السني الذي يرأس عاهله “لجنة القدس” المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، ظل دوما مستهدفا من قبل نظام الملالي الإيراني الذي أرساه أية الله الخميني. وها هو اليوم حزب الله كواحد من التنظيمات الإرهابية الموجههة والمدعومة من قبل إيران يتحرش مجددا بالمغرب الذي ينهج استراتيجية فعالة لمحاربة الإرهاب، ولن يدخر جهدا للتصدي لمحاولات إيران المتكررة لزرع خلاياها السرطانية على حدوده.
لا مكان إذن لخنافس إيران بشمال إفريقيا..
ناشط أمازيغي وحقوقي